الثلاثاء, 12 أغسطس 2025 04:24 PM

من الطفولة إلى الأمومة تحت القصف: قصة ريم ومعاناتها المزدوجة في السويداء

من الطفولة إلى الأمومة تحت القصف: قصة ريم ومعاناتها المزدوجة في السويداء

لم تعرف طعم الطفولة، ففي سن الـ 16 أصبحت زوجة وأماً. وبينما كانت تضع مولودها الأول، كانت السويداء تعيش أتون اشتباكات عنيفة. "ريم إحسان غرز الدين"، تحمل في قصتها وجعاً مضاعفاً، يجمع بين قسوة الزواج المبكر ورعب الولادة تحت نيران الحرب، لتصبح قصتها انعكاساً لأيام السويداء الأكثر رعباً.

سناك سوري-رهان حبيب

في مركز الإيواء، تجلس الأم الشابة تحتضن طفلها الذي لم يتجاوز عمره 15 يوماً. تروي لـ"سناك سوري" أنها كانت في قريتها "الدور" في الريف الغربي عندما فاجأها المخاض، فنُقلت إلى المشفى في 14 تموز. كان من المفترض أن تضع طفلها في اليوم التالي، ولكن بمجرد أن ولد، طُلب منها المغادرة بسبب اقتراب الاشتباكات وامتلأ المشفى بالجرحى.

غادرت "ريم" المشفى مع رضيعها قبل أن يتعرض للهجوم. تقول: «بسبب المعارك الدائرة في قرية الدور حيث أسكن مع عائلة زوجي المسافر، خرجت مع والدي إلى بيتنا، ولكن للأسف خرجنا تحت القصف والقذائف بصعوبة ووصلنا إلى منزل أهلي قرب مدخل السويداء الجنوبي ولم ننم ليلتنا. وفي اليوم التالي هربت أحمل طفلي "جبران" مع أهلي والجيران وقصدنا قرية الكفر».

تخبرنا الشابة أن الاشتباكات لم تهدأ طوال الليل، وأن القذائف التي طالت الحي أدت إلى إصابة والدها وعدد من الجيران، وكان ذلك السبب الرئيسي للهروب بحثاً عن مكان آمن. ولكن كيف يمكن الوصول إلى الأمان بعد أن أصابت السيارة التي كانت تقلها مع حوالي عشرين شخصاً قذيفة أدت لانقلابها ومقتل أكثر من عشرة أشخاص سقطت أجسادهم فوقها وابنها وأمها وكادت تخنقهم لولا شجاعة أختها من فوقهم وكان الاختناق الخطر الأكبر الذي واجههم.

رحلة رعب تحت النار

تضيف ريم: «بعد انقلاب الحافلة وخروجنا سالمين كنا مضطرين للاختباء لساعات طويلة استقليت ومن تبقى من نساء الحي على جانب الطريق في ظل منزل وحاولت عدة مرات إرضاع ابني وأنا مستلقية كان الأهم عندي ألا يجوع أو يتعرض للخطر الذي كان قريباً جداً منا في ليلة من أخطر الليالي أكملناها في قرية الكفر حتى جاء قرار الانسحاب وعدنا نلملم نفسنا وها نحن اليوم مع أهل زوجي في مركز الإيواء».

"ريم" طفلة وابنها مثلها، لم تتوقع استقباله بتلك الطريقة. قامت مع شقيقات زوجها بتزيين منزلها، وجهزت مع والدتها ملابسه الجديدة، لكن القصف والاشتباكات غيّرا المشهد بالكامل. لم يعد الطفل إلى منزله ولا إلى قريته، واضطرت الجارات في رحلة النزوح لتأمين ملابس نظيفة له ولأمه، التي لم تتوقع أن تلد في ظروف الحرب.

مشاركة المقال: