تستمر بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي باستقبال سكانها العائدين تدريجياً، والذين يحدوهم الأمل في استعادة حياتهم الطبيعية بعد سنوات من النزوح، رغم الدمار الكبير الذي لحق بالبلدة. وعلى الرغم من الجهود المتواصلة لإعادة تأهيل البنية التحتية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الأهالي في سعيهم لتحقيق عودة شاملة ومستقرة.
وأكد مدير منطقة الحفة، يامن شغري، في تصريح لمراسل سانا، على وجود تنسيق مستمر بين المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية لتسهيل عودة السكان. وأشار إلى تنفيذ عدة مبادرات بالشراكة مع المجتمع المحلي، تتضمن تفعيل آبار المياه الموجودة في المنطقة كحل إسعافي، وإطلاق حملات لإزالة الأنقاض من الطرقات لتسهيل الحركة، بالإضافة إلى وضع خطة شاملة لإعادة إعمار البنية التحتية، والتي تواجه تحديات كبيرة في تنفيذها، أبرزها نقص التمويل.
من جهته، أوضح عماد بريمو، أحد أصحاب المحال التجارية، أن عملية إعادة الإعمار تواجه صعوبات مادية ولوجستية كبيرة. وأشار إلى معاناة الأهالي من ارتفاع تكاليف مواد البناء، مما يجعل ترميم المنازل والمحال التجارية مهمة صعبة. إضافة إلى ذلك، تراجعت الموارد الاقتصادية بسبب إهمال الأراضي الزراعية التي تشتهر بها المنطقة نتيجة لنزوح السكان، والتي كانت تشكل مصدر دخل رئيسي، مما دفع العديد من السكان إلى التريث في قرار العودة.
وأشار بريمو إلى أن نقص الخدمات الأساسية، وخاصة الكهرباء والمياه، يعتبر من أكبر المعوقات، حيث يتسبب انقطاع التيار الكهربائي في تعطيل تشغيل آبار المياه، بينما تحول الظروف الاقتصادية دون تمكن السكان من شراء أنظمة طاقة بديلة.
تعتبر بلدة سلمى وجهة سياحية مهمة، وبالتالي فإن إعادة إعمارها لا تقتصر على الجانب السكني فقط، بل تشمل أيضاً إعادة إحياء الحركة السياحية التي كانت مزدهرة فيها. وفي هذا السياق، ناشد الأهالي الجهات المعنية توفير الدعم اللازم لإصلاح البنية التحتية، وخاصة توصيل التيار الكهربائي، الذي يعتبر المفتاح لإحياء المدينة وتوفير مقومات الحياة الأساسية، مما يساهم في تشجيع عودة شاملة ومستدامة.