تواجه محافظة اللاذقية تحديات كبيرة في قطاع المياه، تفاقمت بسبب الجفاف الذي أثر على عموم المحافظات هذا العام. تسعى مؤسسة مياه الشرب جاهدة لتحسين الوضع من خلال مشاريع لتجديد وتأهيل محطات الضخ وتوسيع الشبكات، إلا أن ضعف الوارد المائي في الأرياف يبقى التحدي الأكبر.
أوضح مدير المكتب الإعلامي لمؤسسة مياه الشرب في اللاذقية، محمد نور خليل، في حديث لـ "الحرية"، أن موسم الجفاف وقلة الأمطار أثرا بشكل كبير على غزارة نبع السن، المصدر الرئيسي للمياه في المحافظة، حيث تراجعت غزارته من حوالي 15 متراً مكعباً في الثانية إلى 4 أمتار مكعبة في الثانية فقط، مما أثر على قدرة المحطة في تشغيل جميع المضخات وتلبية احتياجات المواطنين في المدينة والريف.
وأضاف خليل أن تهالك التجهيزات الميكانيكية والكهربائية لمحطة الضخ وكثرة أعطالها يؤدي إلى نقص في الوارد المائي أثناء الصيانة. وأشار إلى أن تشغيل محطة التصفية ساهم في تحسين الوارد المائي في المدينة، لكن الشبكات القديمة المتهالكة تتسبب في أعطال مستمرة تعمل المؤسسة على إصلاحها واستبدالها.
أكد خليل أن المؤسسة تبذل جهوداً كبيرة لمعالجة الوضع، حيث تم تنفيذ مشاريع لصيانة محطات الضخ القديمة مثل محطات (القلايع، ديرين، حقول الجوز، محطة قرفيص، الزهراء، الشامية)، بالإضافة إلى استبدال شبكات مياه في مناطق مختلفة وإضافة خطوط جديدة للمناطق التي تعاني ضعفاً في الوارد المائي. كما أشار إلى أن المؤسسة أعدت دراسات لتأهيل العديد من المحطات حسب الأولوية، وسيتم تنفيذها إما عن طريق ورشات المؤسسة أو عن طريق عرضها على المنظمات المانحة. وقد تم الاتفاق على تنفيذ عدة مشاريع قيد التنفيذ حالياً منها تأهيل (محطة الجنديرية، محطة سد الحفة، محطة بللوران)، وتأهيل واستبدالات في محطات الريف الشمالي.
ولفت خليل إلى أن المؤسسة اتخذت خطوات صارمة للحد من المخالفات في استهلاك المياه، حيث تم تنظيم أكثر من 1600 ضبط خلال الشهر الماضي وفرض غرامات على المخالفين.
وفيما يتعلق بالأرياف، يعاني العديد من القرى من انقطاع المياه لفترات طويلة، مثل بيت ياشوط ونينينتي. قال المواطن "أبو أحمد" من بلدة بيت ياشوط لـ "الحرية": "نحن ننتظر المياه كل 15 يوماً وهي فترة طويلة جداً". وأضافت "أم سليم" من قرية نينينتي: "انقطاع المياه عندنا أصبح أمراً روتينياً".
رداً على هذه التساؤلات، أوضح خليل أن المؤسسة لا تقوم بتوقف الضخ إلا في حال حدوث أعطال يتم إصلاحها عادة خلال 24 ساعة، أما في حالات الأعطال الكبيرة، فقد يتطلب الأمر يومين للصيانة. وأشار إلى أن السبب الرئيس في انقطاع المياه بشكل متكرر في الأرياف يعود إلى ضعف الوارد المائي، ويأمل مع اقتراب فصل الشتاء في تحسن الظروف وتقليل فترات الانقطاع.
بينما تسعى مؤسسة مياه الشرب في اللاذقية جاهدة لتحسين الواقع المائي، يبقى ضعف الوارد المائي أحد العوامل الرئيسة التي تؤثر على كفاءة الخدمة. ومع اقتراب فصل الشتاء، يأمل المواطنون في أن تسهم المشاريع الجديدة والمخطط لها في تحسين الوضع وتخفيف المعاناة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية