تتواصل في أحياء مدينة دير الزور جهود إعادة تأهيل الوحدات السكنية المتضررة جراء النزاع، وذلك بهدف تحسين الظروف المعيشية وتمكين العائلات العائدة من استئناف حياتها في مساكن آمنة. يتم تنفيذ هذه الأعمال بدعم تقني ومالي من منظمة ريسكاتا الدولية، وتحت إشراف مجلس مدينة دير الزور، في خطوة تعتبر من أهم المبادرات المحلية لإعادة بناء البنية التحتية السكنية.
تشمل أعمال التأهيل صيانة البنى التحتية، وإصلاح الأسقف والأعمدة والجدران، بالإضافة إلى ترميم شبكات الكهرباء والصرف الصحي، وتركيب نوافذ وأبواب جديدة، لتجهيز الشقق لاستقبال السكان أو العائلات العائدة من النزوح.
أفاد كاظم الجاسم، مسؤول المكتب الإعلامي للبلديات التابع لمجلس مدينة دير الزور، بأنه تم حتى الآن تأهيل أكثر من 200 وحدة سكنية في مختلف أحياء المدينة، مع إمكانية زيادة هذا العدد تبعاً للدعم المالي والتقني المتوفر من الجهات المانحة. وأوضح الجاسم أنه لا يوجد عدد محدد مسبقاً للشقق المستهدفة في المرحلة الحالية من المشروع، وأن حجم التنفيذ يعتمد على التمويل المتاح، خاصة وأن منظمة ريسكاتا تعمل ضمن مشاريع قصيرة وطويلة الأمد تتغير معاييرها وأعداد المستفيدين وفقاً للتمويل.
وفيما يتعلق بمعايير اختيار المنازل المشمولة بالتأهيل، أوضح الجاسم أن المعايير تختلف من منظمة لأخرى، ولكن هناك معايير عامة يتم الالتزام بها، منها السلامة الإنشائية للعناصر الأساسية للمنزل، وإثبات ملكية العقار لتجنب النزاعات القانونية، وإعطاء الأولوية للعائلات العائدة من النزوح، والأرامل، والأيتام، والعائلات ذات الدخل المحدود. وأكد أن فرقاً فنية متخصصة تجري معاينات ميدانية للمباني وتعد تقارير فنية دقيقة قبل اعتماد أي وحدة سكنية.
على الرغم من التقدم المحرز، أوضح الجاسم أنه لا توجد خطة زمنية محددة لإنهاء المشروع بشكل كامل، مشيراً إلى أن هذا النوع من المشاريع مستمر وطويل الأمد ويعتمد على تدفق التمويل من الجهات الداعمة. وأضاف أن المنظمات تقدم مشاريع بحسب احتياجات التمويل، وبالتالي لا يمكن تحديد موعد نهائي لإكمال المشروع، لكن العمل مستمر دون انقطاع.
مع استمرار عودة العائلات إلى دير الزور، تزداد أهمية مشاريع إعادة تأهيل المساكن في بناء مستقبل آمن ومستقر. وبينما تعتبر خطوات منظمة ريسكاتا إيجابية، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه المبادرات الجزئية إلى برنامج وطني شامل لإعادة الإعمار يضمن العدالة في التوزيع وسرعة التنفيذ واستدامة النتائج.