في ريف الرقة الشمالي، وتحديدًا في قرية كورمازة، شهدت المنطقة واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في السنوات الأخيرة. الطفل علي صالح عبدي، البالغ من العمر 4 سنوات، سقط في بئر ارتوازي يتجاوز عمقه 50 مترًا، مما استدعى تدخلًا عاجلًا.
استمرت جهود الإنقاذ المكثفة لأكثر من 12 ساعة متواصلة، تخللتها عمليات حفر وجهود فنية ولوجستية كبيرة. في النهاية، تمكنت فرق الإنقاذ من إخراج الطفل علي حيًا، وسط فرحة عارمة من ذويه وأهالي المنطقة. نُقل الطفل فورًا إلى المستشفى، ومن ثم إلى تركيا لتلقي العلاج اللازم.
وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، أعلن عبر حسابه الرسمي على منصة X عن تواصل الوزارة العاجل مع ولاية أورفا التركية، وذلك بعد تلقي مناشدات من أهالي القرية. وأكد أن إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) استجابت على الفور، وأرسلت فرقًا متخصصة إلى موقع الحادث، حيث بدأت عمليات الحفر الجانبي باستخدام معدات متطورة.
كما كشف الصالح عن إدخال مياه الشرب والغذاء وجهاز تواصل وكاميرا خاصة إلى عمق البئر، مما ساعد في متابعة حالة الطفل وتوفير متطلباته الأساسية خلال عملية الإنقاذ المعقدة.
أعاد هذا الحادث تسليط الضوء على الحاجة الماسة لفرق الإنقاذ والاستجابة السريعة في محافظتي الرقة والحسكة، حيث يفتقر الإقليم إلى هذه الخدمات الحيوية، مما يجعل أي حالة طارئة تهدد الحياة أكثر تعقيدًا وصعوبة في التعامل.
وفي هذا السياق، أشار الصالح إلى أن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تعمل حاليًا على إنشاء مراكز ثابتة للدفاع المدني السوري في محافظتي الرقة والحسكة، لتكون جاهزة قريبًا لتقديم خدمات الإغاثة وحماية الأرواح والاستجابة الفورية للكوارث الطبيعية والإنسانية.
وقال في تصريحه: "أؤكد إدراكي العميق لاحتياج محافظتي الرقة والحسكة إلى وجود فرق الدفاع المدني السوري، وأطمئن أهلنا أننا نعمل على تجهيز مراكز ثابتة ستكون قريباً في خدمتهم لحماية الأرواح وتقديم الاستجابة الطارئة".
تداول سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق لحظة إخراج الطفل “علي” حيًا، وسط هتافات وفرحة الأهالي الذين تجمّعوا حول البئر لمتابعة الحدث طوال ساعات الليل.