أعلن العقيد محمد عبد الغني، مسؤول قيادة الأمن الداخلي في محافظة حلب، عن تحقيق انخفاض ملحوظ في معدلات الجريمة والسرقات خلال الأشهر الأخيرة. وأرجع هذا التحسن إلى تفعيل الدوريات الأمنية وتحديث منظومة العمل الأمني.
وفي تصريح لموقع "سوريا 24"، أكد العقيد عبد الغني أن المرحلة الحالية تركز على رفع الكفاءة التقنية والتنظيمية لضمان استقرار المدينة. وأشار إلى أن قيادة الأمن الداخلي أنجزت أكثر من 120 كيلومتراً من تمديد الكابلات الضوئية، وذلك تمهيداً لربط المدينة بشبكة كاميرات مراقبة ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI). هذه الشبكة تتيح المراقبة اللحظية والتحليل الفوري للبيانات الأمنية، مما يسهم في الوقاية من الجريمة قبل وقوعها.
كما تم تزويد سيارات الدوريات بنظام تحديد الموقع (GPS) لتعزيز الرقابة الميدانية، إضافة إلى تركيب كاميرات داخل غرف التحقيق لضمان الشفافية ومنع أي تجاوزات في الإجراءات.
وفي سياق تحسين البيئة التنظيمية والمظهر المؤسسي للأجهزة الأمنية، تخضع جميع مخافر الشرطة في محافظة حلب لعملية إعادة تأهيل شاملة تشمل تطوير البنية التحتية وتجهيز المراكز بالمعدات الحديثة. كما يجري العمل على توحيد اللباس الرسمي للعناصر الأمنية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الانضباط وتكريس الهوية المؤسسية لقطاع الشرطة في المحافظة.
وحول الملف الاجتماعي والأمني الأكثر حساسية، شدد العقيد عبد الغني على أن مكافحة المخدرات تمثل أولوية رئيسية في خطة القيادة. وأوضح أن الجهود تتركز على ملاحقة المروجين وضبط الكميات المصادرة، بالتوازي مع برامج علاج وتأهيل للمدمنين، مؤكداً أن نجاح هذه الجهود يعتمد أيضاً على تعاون الأهالي والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه يسهم في حماية المجتمع.
وفي إطار تعزيز الشفافية والتفاعل مع المواطنين، أطلقت قيادة الأمن الداخلي منظومة إلكترونية حديثة لاستقبال شكاوى المواطنين عبر صفحة رسمية، تُحال من خلالها البلاغات إلى المكاتب المختصة لمعالجتها بسرعة وفعالية. وتهدف هذه الخطوة إلى تعميق الثقة بين المواطن ومؤسسات الأمن الداخلي عبر تسهيل الوصول والمساءلة.
وحول رؤية قيادة الأمن الداخلي للمرحلة المقبلة، أكد العقيد عبد الغني أن الأمن مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون جميع مكونات المجتمع، موضحاً أن الهدف هو بناء منظومة أمنية حديثة تعتمد على التكنولوجيا والانضباط، وتضع كرامة الإنسان في صميم عملها. وختم مسؤول الأمن الداخلي في مدينة حلب حديثه بالتأكيد أنّ "المواطن شريك أساسي في الاستقرار"، وأنّ الدوريات الأمنية هي وسيلة لحماية كل شارع في حلب، مشيراً إلى أن العمل يتجه نحو ترسيخ نهج مؤسساتي متطور يواكب متطلبات إعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية في المدينة بعد سنوات من الفوضى والانفلات الأمني.