تعاني قرية الرشيد الواقعة في ريف الرقة الغربي، والتي يقطنها أكثر من عشرة آلاف نسمة، من أزمة حادة في خدمات الصرف الصحي. هذا الضعف يؤثر بشكل كبير على حياة السكان اليومية، ويهدد صحتهم وسلامتهم البيئية.
حفر بديلة ومياه راكدة
في ظل غياب شبكة صرف صحي متكاملة، يلجأ الأهالي إلى حلول مؤقتة كحفر الجور لتصريف المياه. هذا الحل غير فعال ويتسبب في تجمع المياه الراكدة في الشوارع والأزقة، خاصة خلال فصل الشتاء، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض والروائح الكريهة.
مخاطر صحية وقلق دائم
أعرب علي العلي (33 عامًا) لمنصة “سوريا 24” عن استيائه قائلاً: "روائح الصرف الصحي تجعل منازلنا غير صالحة للسكن. أطفالي يعانون من التهابات جلدية وأمراض تنفسية متكررة. نحن بحاجة إلى حل سريع وفعّال." وأشار أحمد الخلف (48 عامًا)، صاحب محل تجاري في القرية، إلى أن المشكلة تتفاقم مع ازدياد الكثافة السكانية، موضحًا أن السكان يضطرون لحفر الحفر الفنية في الشوارع، مما يزيد الوضع سوءًا. وأكد محمد الهندي (27 عامًا) أن الصرف الصحي أصبح أكبر مشكلة تواجههم، ففي الصيف يعانون من الروائح، وفي الشتاء تغمر المياه منازلهم، مطالبًا بتحرك عاجل.
البلدية: خطة تطوير تنتظر التمويل
أكد مصدر مسؤول في بلدية الرشيد في تصريح خاص لمنصة “سوريا 24” أن البلدية على دراية كاملة بالمشكلة، وأنها بدأت بإعداد خطة تطوير شاملة بناءً على تقييم ميداني. وأوضح المصدر أن التحديات المالية الكبيرة تعيق التنفيذ السريع للخطة، وأن السبب الأساسي في تفاقم المشكلة يعود إلى عدم إدراج مشاريع الصرف الصحي ضمن المخطط التنظيمي القديم للقرية. وأضاف أنه بمجرد الحصول على الموازنة اللازمة، ستبدأ البلدية بتنفيذ المشروع بشكل تدريجي، بدءًا من الأحياء الأكثر تضررًا، معربًا عن أمله في تعاون الجهات المعنية لدعم المشروع.
أزمة إنسانية تتطلب استجابة جماعية
تعكس أزمة الصرف الصحي في قرية الرشيد واقع العديد من المناطق الريفية التي تعاني من نقص الخدمات الأساسية. هذه الأزمة تتطلب تنسيقًا بين البلدية والمجتمع المحلي والجهات الداعمة للوصول إلى حلول مستدامة تضمن بيئة صحية وآمنة لسكان القرية.