أعلن محافظ حلب، عزام الغريب، عن وضع حجر الأساس لأول مشروع تطوير عقاري تنظيمي في حي الحيدرية، الواقع شرقي المدينة. يهدف المشروع إلى تحسين الواقع العمراني للحي الذي تضرر بشكل كبير خلال فترة النظام البائد.
وفي تصريحات أدلى بها اليوم الأربعاء، أكد الغريب أن هذا المشروع يمثل بداية لنهضة عمرانية شاملة في حلب. وأشار إلى أن الحي سيشهد تنفيذ مشاريع نوعية تهدف إلى تنظيم المدينة وتحسين البيئة العمرانية.
من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي السوري، أدهم قضيماتي، في حديث لـ"حلب اليوم"، أن الحيدرية منطقة مدمرة بشكل شبه كامل، وأن إعادة تأهيلها تتطلب استثمارات كبيرة وبنية تحتية جاهزة. وأضاف أن الأمر يتعلق بإعادة بناء مدينة جديدة مع إزالة الأنقاض.
وعد المحافظ بأن مشروع التطوير العقاري سيكون بوابة لمشاريع نوعية تمهد لنهضة عمرانية شاملة نحو مدينة أكثر تنظيمًا وبيئة عمرانية تليق بأهلها.
يذكر أن قوات النظام قد دمرت الأحياء الشرقية في حلب بشكل شبه كامل، ويعتبر حي الحيدرية من بين أكثر الأحياء تضررًا. ويعاني السكان من ضعف القدرة المادية اللازمة لإعادة بناء منازلهم.
وأشار قضيماتي إلى أن المشروع "يتشابك مع وجود حقوق للناس وعقارات يتملكها أشخاص، فدخول هكذا مشاريع سيستغرق وقتا لأنه يحتاج لتنسيق كبير من كل الجهات، من أجل تثبيت ملكية الأشخاص لعقاراتهم، ولإعادة ترميم المباني". وأضاف أن بعض المباني "بحاجة إلى هدم لأنها تعتبر أصلا من العشوائيات".
وأكد الخبير الاقتصادي أن إصلاح أوضاع هذه الأحياء يمكن أن يزيد فرص الاستثمار في سوريا، حيث يجب على الحكومة إعادة تنمية وتأهيل المناطق المتضررة بشكل كامل، وخاصة في حلب الشرقية.
وفقًا للخطة، سيتم في البداية إنشاء شبكة خدمات عامة وبنية تحتية (طرق، صرف صحي، مياه) واستكمال هدم المباني ضمن المخطط التنفيذي للمشروع، لتصبح المنطقة جاهزة للاستثمار.
وفي مرحلة ثانية، سيتم بناء أبراج سكنية في المنطقة (ب) لتخديم أكثر من 50 ألف نسمة كانوا يعانون من السكن العشوائي، حيث يقع المشروع على مساحة 78 هكتارًا.
وبحسب المحافظة، سيكون المستفيدون هم المتضررون من الحرب الذين وثقوا هدم عقاراتهم من قبل اللجنة الهندسية والمحافظة، والذين يمثلون حوالي 1813 متضررًا. يتم تنفيذ المشروع بالشراكة بين محافظة حلب و"الهيئة العامة للتطوير والاستثمار العقاري" وبإشراف وزارة الأشغال العامة والإسكان.
وكان النظام البائد قد أعلن الحيدرية منطقة تطوير عقاري في عام 2011، لكن ما حدث فيما بعد هو تدميره بالآلة العسكرية، حيث تضرر الحي بشكل كبير.