الإثنين, 4 أغسطس 2025 08:18 PM

أبي المنى ينتقد تعامل الدولة السورية مع أحداث السويداء ويطالب بمحاسبة المسؤولين

أبي المنى ينتقد تعامل الدولة السورية مع أحداث السويداء ويطالب بمحاسبة المسؤولين

انتقد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سامي أبي المنى، تعامل الدولة السورية مع الأحداث التي جرت في السويداء، محملاً إياها مسؤولية تفاقم الأوضاع. وأعرب عن استغرابه من سماح الدولة بوصول الأمور إلى هذا الحد، معتبراً ذلك انقلاباً على تصريحات سابقة له حمل فيها الشيخ حكمت الهجري المسؤولية.

وفي لقاء مع قناة "روسيا اليوم"، الاثنين 28 تموز، أكد أبي المنى على ضرورة تفعيل الحوار والتفاهم، وصياغة اتفاق يطمئن أهالي السويداء والأقليات، ويزرع الثقة في نفوس الشعب. كما دعا الدول الراعية للثورة السورية إلى مساعدة الدولة على بناء نفسها وإرساء عقد اجتماعي يطمئن الناس.

وطالب أبي المنى بعودة المحتجزين من أهالي السويداء، وخاصة النساء، مشيراً إلى وجود لوائح تضم أكثر من 500 مفقود. وأكد على ضرورة محاسبة "المرتكبين المسؤولين" عن الجرائم، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات، وإلى وجود مؤسسات إحصائية تعمل على قضية المفقودين.

وأوضح أن شيخ عقل الطائفة في سوريا، حكمت الهجري، عانى الكثير وكان مستهدفاً. ودعا شيوخ العقل إلى التطلع إلى المستقبل، وأن يكونوا جزءاً من الدولة السورية الواحدة الموحدة، مع احترام الدولة لكل مكوناتها. وأشار إلى أن الفصائل المحلية تتحمل جزءاً من المسؤولية كونها على الأرض، ولكنها في موقع الدفاع عن أرضها، ولم تهاجم مدينة أو محافظة أخرى.

واستغرب أبي المنى، المقرب من السياسي اللبناني وليد جنبلاط، من تجمع العشائر من كل حدب وصوب "لتحرير السويداء"، متسائلاً عما إذا كان الأمر مخططاً له أم لا. وربط تصاعد التوتر بالمفاوضات بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، وإسرائيل في أذربيجان، متسائلاً عما إذا كانت إسرائيل قد خدعت الشرع في الدخول إلى السويداء.

وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار حصل برعاية أمريكية، معتبراً أن هذا يدل على أن سوريا تحت الرعاية الأجنبية، وأنها تحتاج إلى الرعاية لكي تستطيع أن تبني نفسها وتحقق الطمأنينة لشعبها. ولفت إلى أن الاتفاق حصل بحوار بين إسرائيل وسوريا، وأن هناك تفاهمات كبرى تجري في المنطقة، محذراً أهالي السويداء من أن هناك ما يخطط، وأنه لا ينبغي أن يدفعوا هم الثمن.

وأكد على تواصل طائفة الموحدين الدروز في لبنان مع السفارة السعودية في دمشق، ومع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والداخلية، ومع الأمم المتحدة، والهلال الأحمر السوري، والصليب الأحمر اللبناني، كاشفاً أن أهالي السويداء يوزعون أنفسهم على شكل هيئات متخصصة بكل الأقسام، لسهولة العمل والتواصل.

وأعرب عن استيائه من معاملة أبناء "الطائفة الدرزية" في سوريا، كونهم من "حرر سوريا" وعمل من أجل استقلالها، مؤكداً أنهم لا يؤيدون إلا الوحدة الوطنية، قائلاً: "أهل السويداء قادرون على أن يتولوا أمرهم، ولكن واجبنا أن نكون إلى جانبهم، ونساعدهم، ونساعد سوريا على بناء ذاتها، فسوريا هي المتنفس الأول للبنان، ولطائفة الموحدين الدروز".

يذكر أن وزارة الداخلية السورية كانت قد أعلنت، في 19 تموز، عن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة السويداء، الذي جاء بعد المفاوضات التي جرت بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وتبنته تركيا والأردن وجيرانهما.

كما التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، في العاصمة الفرنسية، باريس، في 25 تموز، وتمت الموافقة على دعم الحكومة السورية في مسار الانتقال السياسي الذي تقوده، بما يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية، وتعزيز التماسك المجتمعي لا سيما في مناطق شمال شرقي سوريا ومحافظة السويداء.

تناقض في المواقف

كان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان قد حمل، في 22 تموز، مسؤولية التوترات والاشتباكات التي حصلت في السويداء جنوبي سوريا، للشيخ حكمت الهجري، بعد عقد اتفاقية وقف إطلاق نار. وأوضح أن التحدي والمواجهة والتعبئة لا توصل إلا إلى الدم والدموع والخراب، وأن الطائفة وضعت يدها بيد الدولة السورية المنتصرة على نظام بشار الأسد السابق، بحسب ما قاله لـ"الإخبارية" السورية الرسمية.

وأشار أبي المنى إلى أن مسؤولية الأحداث في السويداء تقع على الشيخ حكمت الهجري، معتبراً أنه كان من المفترض أن يظهر الأخير تجاوباً أكبر ومرونة في التعاطي مع التطورات.

يذكر أن اشتباكات كانت قد اندلعت، في 12 تموز الحالي، بين فصائل محلية، ذات طابع درزي، مع سكان في حي المقوس من بدو السويداء، على خلفية خطف مدني مع سيارته من الطائفة الدرزية الذين اتهموا البدو في تنفيذ عملية الخطف. وبعد حصار حي المقوس تدخل الأمن العام التابع للحكومة السورية، بذريعة فرض الأمن في المدينة ما أدى لمواجهات مع الفصائل المحلية، وكان على رأسها، "المجلس العسكري في السويداء" ما استدعى تدخلًا من قبل إسرائيل لإجبار القوات الحكومية على التراجع ومن بعدها جرت اشتباكات مع العشائر العربية انتهت بتدخل مباشر من الأمن الداخلي الذي استطاع ضبط الأمن في محيط المحافظة.

وفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، قتل ما لا يقل عن 814 سوريًا بينهم 34 سيدة و 20 طفلًا، وستة أشخاص من الطواقم الطبية، وشخصان من الطواقم الإعلامية، في محافظة السويداء منذ اندلاع التوترات في 13 تموز الحالي.

مشاركة المقال: