واشنطن-سانا: في ظاهرة فريدة من نوعها، رصد علماء وميض برق هائل امتد عبر سماء أمريكا الشمالية لمسافة تقارب 828 كيلومترًا، بدءًا من شرق ولاية تكساس وصولًا إلى مشارف مدينة كانساس. هذا الاكتشاف حطم الرقم القياسي العالمي لأطول وميض برق أفقي تم تسجيله على الإطلاق، وفقًا لتقرير بحثي جديد نُشر في مجلة "بوليتان أوف ذا أميركان ميترولوجيكال سوسايتي".
أوضح راندي سيرفيني، أستاذ المناخ والأرصاد الجوية بكلية العلوم الجغرافية والتخطيط الحضري في جامعة ولاية أريزونا ومقرر سجلات الطقس المتطرفة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في بيان صحفي رسمي: "بفضل أدوات الرصد الفضائية الدقيقة، أصبح بإمكاننا تحديد لحظة بدء البرق وطول المسافة التي يقطعها بدقة تصل إلى أجزاء من الثانية".
وأضاف سيرفيني أن العالم قد يشهد في المستقبل ظواهر أكثر تطرفاً مما تم تسجيله حتى الآن، وذلك مع تراكم المزيد من بيانات الرصد عالية الجودة.
وحذر سيرفيني من خطورة البرق الممتد، قائلاً: "ما يجهله الكثيرون هو أن البرق قد يضرب على بعد 16 أو حتى 21 كيلومتراً من العاصفة، ما يزيد من خطورته"، مشيراً إلى أن معظم الإصابات الناجمة عن الصواعق تحدث قبل أو بعد ذروة العاصفة وليس في أثنائها.
ونصح الباحث الأشخاص بالانتظار لنحو 30 دقيقة بعد مرور العاصفة قبل استئناف الأنشطة في الهواء الطلق، موضحاً أن "الخطر لا ينتهي بمجرد انقشاع الغيوم من فوق رأسك".
يتجاوز هذا الوميض الجديد الرقم القياسي السابق المسجل في نيسان 2020، والذي بلغ 767 كيلومتراً. وقد تحقق هذا الاكتشاف بفضل أجهزة قياس البرق المحمولة على الأقمار الاصطناعية، والتي تتيح تتبع البرق على امتداد قارات بأكملها. يُعرف هذا النوع من البرق باسم "الميجا فلاش" أو البرق العملاق، ويحدث عندما يمتد الوميض على نطاق واسع يفوق المألوف.