الأربعاء, 5 نوفمبر 2025 04:25 PM

سوريا تواجه تحديات الأمية الرقمية رغم مساعي التحول: هل يصبح الأمن السيبراني ضحية؟

سوريا تواجه تحديات الأمية الرقمية رغم مساعي التحول: هل يصبح الأمن السيبراني ضحية؟

بينما يشهد العالم تطورات متسارعة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لا تزال سوريا تعاني من صعوبات كبيرة تعيق اندماجها في العصر الرقمي. يرجع خبراء ذلك إلى "الأمية الرقمية" التي تهدد المجتمع وأمنه المعلوماتي، خاصة مع ضعف البنية التحتية والوعي التقني لدى الأفراد والمؤسسات.

الأمية الرقمية.. أبعد من مجرد الجهل بالحاسوب

يوضح يمان الخولي، خبير الأمن الرقمي، في حديث لـ سوريا 24 أن الأمية الرقمية تتجاوز مجرد عدم معرفة تشغيل الأجهزة أو تصفح الإنترنت. بل تشمل ضعف الفهم والاستخدام الواعي للمعلومات والبيانات عبر الوسائط الرقمية. ويضيف: "يجب على المؤسسات والأفراد إدراك مخاطر الفجوة الرقمية والعمل على تعزيز الوعي بالأمن السيبراني".

ويؤكد الخولي أن الأمية الرقمية تعني غياب المهارات التقنية والتحليلية والإبداعية اللازمة للتعامل بوعي مع البيئة الرقمية، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للمجتمع إذا لم يتم التعامل معه بشكل منهجي ومستمر. ويرى أن هذه الفجوة المعرفية تجعل المستخدمين أكثر عرضة للابتزاز الإلكتروني، والجرائم الرقمية، والتضليل الإعلامي، خاصة في بيئة متأثرة بالصراعات، مما يؤثر سلبًا على التماسك الاجتماعي وسلامة الأفراد والمؤسسات.

تحديات البنية التحتية وتقييد الحريات الرقمية

على الرغم من التوجه الاستراتيجي نحو التحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة في التجارة والتعليم والصحة، يؤكد الخولي أن هذا الانفتاح لن ينجح دون توسيع حرية الوصول إلى الإنترنت ورفع القيود المفروضة على تدفق المعلومات. ويشير إلى أن سوريا ما تزال مصنفة ضمن الدول "غير الحرة رقميًا" وفقًا لتقييم منظمة فريدوم هاوس (Freedom House) لعام 2025، حيث حصلت على 17 نقطة من أصل 100. كما تحتل المرتبة الأخيرة عالميًا في سرعة الإنترنت وفق مؤشر Speedtest Global Index، بسرعة تقل عن 4 ميغابت في الثانية.

مسؤولية جماعية لمحو الأمية الرقمية

يرى الخولي أن معالجة الأمية الرقمية ليست مسؤولية حكومية فقط، بل جهد مشترك بين المؤسسات التعليمية والإعلامية والمدنية. ويقول: "يجب أن تبدأ جهود محو الأمية الرقمية من المدارس والجامعات، وأن تشمل كبار السن والفئات الهشة، لأنهم الأكثر عرضة للاستبعاد الرقمي. وهنا تكمن أهمية برامج التمكين الرقمي المجتمعي". ويستشهد بمبادرات عربية ناجحة مثل "المدينة الرقمية لكبار السن" في الأردن، و"المجتمع الرقمي لكبار السن" في دولة الإمارات، والتي ساهمت في دمج هذه الفئة في الحياة الرقمية من خلال مراكز تدريب متخصصة.

نصائح الخبير يمان الخولي للمؤسسات والأفراد

في ختام حديثه، قدم خبير الأمن الرقمي مجموعة من النصائح للحد من الأمية الرقمية وتعزيز الأمان السيبراني في سوريا:

  • رفع الوعي بالأمن الرقمي من خلال حملات توعية مستمرة.
  • تدريب الموظفين على إدارة البيانات واستخدام أدوات الحماية الرقمية.
  • تعزيز الشفافية الحكومية في إتاحة المعلومات الرقمية.
  • دمج التعليم الرقمي في المناهج الدراسية.
  • تمكين الفئات الضعيفة من خلال برامج تدريبية مجانية.
  • إنشاء منصات وطنية للتوعية الإلكترونية.

ويختتم الخولي حديثه بالتأكيد على أن التحول الرقمي يبدأ من وعي الإنسان، فهو خط الدفاع الأول في مواجهة الأمية الرقمية والتهديدات الإلكترونية.

مشاركة المقال: