الأحد, 27 يوليو 2025 09:23 AM

وداعًا زياد الرحباني: رحيل قامة فنية لبنانية تركت إرثًا لا يُنسى

وداعًا زياد الرحباني: رحيل قامة فنية لبنانية تركت إرثًا لا يُنسى

خيم الحزن على الوسط الفني في لبنان برحيل الموسيقار والمسرحي اللبناني زياد الرحباني، الذي وافته المنية صباح اليوم السبت 26 من تموز عن عمر يناهز 69 عامًا، بعد تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة. لم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول مرضه.

يعتبر زياد الرحباني من أبرز الشخصيات الفنية في لبنان، حيث لم تقتصر مسيرته على التأليف الموسيقي فحسب، بل قدم العديد من الأعمال المسرحية تأليفًا وأداءً، بالإضافة إلى تأليف الكتب وتقديم البرامج الإعلامية.

من هو زياد الرحباني؟

زياد الرحباني هو الابن الأكبر للفنانة اللبنانية فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني. ولد في 1 كانون الثاني 1956 في بلدة أنطلياس في لبنان، ودخل عالم الفن في سن مبكرة، حيث تجاوزت مسيرته أربعة عقود.

حقق شهرة واسعة بعد تلحينه لأغنية "سألوني الناس" التي غنتها والدته خلال مرض والده، وشكل هذا العمل بداية انطلاقته الحقيقية في عالم التلحين والفن، خاصة وأنها من أكثر الأغاني العربية شهرة، فمن منا لا يعرف: "سألوني الناس عنك يا حبيبي… كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا".

كان مؤلفًا موسيقيًا صنفه كبار الفنانين بأنه "مؤلف من الطراز الرفيع"، جمع بين الموسيقى الشرقية والجاز، وقدم عشرات الأغنيات التي ما زالت حاضرة في رصيد الأغنية اللبنانية والعربية، سواء بصوته أو صوت والدته فيروز، أو بأصوات فنانين آخرين مثل جوزيف صقر وسامي حواط وسلمى مصفي وغيرهم.

لم تقتصر مسيرته على التأليف الموسيقي فقط، بل قدم زياد عددًا من المسرحيات التي أصبحت من علامات المسرح اللبناني، إذ عُرف بأسلوبه النقدي الساخر ومواقفه الجريئة سياسيًا واجتماعيًا، واشتهر بتمثيلياته السياسية الناقدة التي تضخم الواقع اللبناني بفكاهة عالية الدقة، أبرزها: "نزل السرور" و"بالنسبة لبكرا شو" و"فيلم أميركي طويل" و"شي فاشل".

تميز أسلوب زياد الرحباني بالسخرية والعمق في معالجة المواضيع، ويعتبر صاحب مدرسة في الموسيقى العربية والمسرح العربي المعاصر.

أصدر زياد عدة دواوين شعرية تضمنت أفكاره المختلفة والجريئة، أهمها ديوان "صديقي الله"، الذي انتشرت اقتباساته بشكل كبير وتصدرت أغلفة المجلات والكتب والإصدارات الثقافية، كـ"حائرٌ أنا.. بين أن يبدأ الفرح.. وألا يبدأ.. مخافةَ ينتهي".

عرف زياد بمواقفه السياسية الواضحة وتوجهه اليساري، ما جعله شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الفنية والإعلامية، كما كان نقده لاذعًا للفنانين، لكن حضوره الفني استطاع أن يرسم محبته لدى الفنانين والجمهور.

نجوم ينعون زياد

الفنان السوري جورج وسوف نعى زياد في صفحته عبر منصة فيسبوك قائلًا: "رحل زياد العبقري، رحل زياد المبدع، أعمالك رح تبقى خالدة وفنك العظيم بالقلب والفكر على مر الأجيال، أحرّ التعازي للسيدة فيروز الأم ولعائلة الرحباني ولكل محبيك يا زياد".

الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن نعته قائلة: "وداعًا زياد الرحباني، خسارة كبيرة للفن اللبناني بغياب أسطورة حقيقية… نفسك بالسما والعزاء لكل محبينك.. لكلنا".

الممثلة اللبنانية ورد الخال رثته قائلة: "الفنان لما يروح بيروح معو خيط من خيوط الشمس… الرحمة لروحه".

أما الفنانة اللبنانية نوال الزغبي فنعته بعبارة: "رحيل العبقري الرحباني عن الحياة! الله يرحمك".

ووصفت الفنانة العراقية شذى حسون الرحباني بأنه "أيقونة من أيقونات الفن اللبناني"، وأضافت: "الأساطير لا تموت بل تعيش للأبد… أعزي الشعب اللبناني في وفاة الكبير زياد الرحباني، الله يرحمه يا رب".

أما الفنان اللبناني نادر الأتات فنعاه بالقول: "تركتلنا كتير إشيا نتعلم منها.. كنت ورح تبقى مدرسة بالفكر والفن والحياة، الله معك يا مبدع".

الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة رثته بـ: "خسارة كبيرة للفن… زياد الرحباني، الاسم يلي ما بيتكرر… الله يرحمك".

أما الممثل اللبناني باسم مغنية فقال: "رحل المبدع. وكأنها كانت تقصد أن شادي هو زياد".

مشاركة المقال: