الإثنين, 21 يوليو 2025 01:22 AM

مزارعو درعا يواجهون خسائر فادحة في موسم شتلات الزيتون بسبب تقلبات الطقس وتراجع الصادرات

مزارعو درعا يواجهون خسائر فادحة في موسم شتلات الزيتون بسبب تقلبات الطقس وتراجع الصادرات

درعا – محجوب الحشيش: شهد محصول تجذير الزيتون في درعا تراجعًا ملحوظًا هذا الموسم مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كانت العوامل الجوية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة السبب الرئيسي في هذا التدهور، بينما أرجع بعض المزارعين الضعف إلى فعالية الأدوية وهرمون التجذير. وعلى الرغم من عدم نجاح التجذير هذا الموسم، فقد انخفضت أسعار غراس الزيتون مقارنة بالعام الماضي.

أسباب فشل الموسم

لم تتجاوز نسبة نجاح التجذير لدى أحمد الحشيش، وهو مزارع من بلدة تل شهاب، 10%، حيث نجحت لديه 10,000 غرسة فقط من أصل 100,000 غرسة زرعها في بيته البلاستيكي في بداية الموسم. وأرجع المزارع سبب الفشل إلى تقلبات الحرارة التي أدت إلى تعفن الجذور، كما لم تنجح المبيدات الفطرية في إنقاذ موسمه. وشكك أحمد في فعالية المادة الهرمونية التي يستخدمها المزارعون بعد خلطها بالكحول لنقع أقلام الزيتون.

من جانبه، قلل المهندس خلدون أبو دياس من أن يكون فساد الهرمون سببًا في فشل الزراعة، وأرجع السبب الرئيسي إلى العوامل الجوية وارتفاع درجات الحرارة. وأوضح خلدون، وهو أيضًا صاحب مشتل لتجذير الزيتون، أن نسبة نجاحه بلغت 150,000 غرسة من أصل 400,000. وأشار إلى أن الحرارة يجب أن تكون أقل من 17 درجة مئوية خلال مرحلة التجذير، بينما تجاوزت درجات الحرارة هذا الموسم 23 درجة مئوية. وخلال فترة الزراعة، وهي المرحلة الأخيرة التي تنقل فيها الأقلام من البيت البلاستيكي إلى الحقل لزراعتها في أكياس، يجب أن تكون الحرارة أقل من 25 درجة، إلا أنها وصلت إلى 32 درجة مئوية، مما تسبب في فشل شتل الغراس لدى المزارع أحمد الحشيش.

يمر تجذير الزيتون بمراحل متعددة، تبدأ بقص الأغصان من شجر الزيتون على شكل أقلام بطول يتراوح بين 20 و 30 سنتيمترًا، ثم زراعتها في بيوت بلاستيكية بعد تجهيز أحواض داخلها معبأة بـ "الخفان" ومخلفات الأبقار وتركها لمدة تقارب 40 يومًا حتى تتجذر، ثم تنقل من البيت البلاستيكي وتزرع في أكياس بلاستيكية.

توصيات للمزارعين

أكد المهندس الزراعي خالد الحشيش، وهو مدير مشتل حكومي سابق، أن أمراض تعفن الجذر هي التحدي الأكبر في نجاح نسب التجذير. ويوصي المهندس المزارعين بالمواظبة على رش المحصول بالمبيدات الفطرية في مواعيد دقيقة ونسب محددة في سقاية المحصول، وتجنب حدوث الرطوبة العالية التي تؤدي إلى تعفن الجذر. ودعا إلى المحافظة على درجة معينة من الحرارة، في حدود 28 درجة، مفضلًا تظليل البيوت البلاستيكية. وأشار المهندس الزراعي إلى أن نسب النجاح تختلف باختلاف صنف الزيتون. وتعتبر أصناف الزيتون في درعا "الكلمتا" و"أبو شوكة" و"القيسي" و"النبالي" و"المصعبي" و"الماوي" و"الرومي" من أهم الأصناف.

الأسعار تخيب آمال المزارعين

بالتوازي مع انخفاض نسبة إنتاج الغراس، انخفض سعر شتلة الزيتون من 30,000 ليرة سورية (نحو ثلاثة دولارات أمريكية) في العام الماضي إلى 5000 ليرة سورية (ما يعادل نصف دولار)، حيث يبلغ سعر صرف الدولار الواحد نحو 10,000 ليرة سورية.

أوضح عاهد الزعبي، مدير زراعة درعا، لعنب بلدي، أن الأسواق لم تعد تشهد تصديرًا لشتلات الزيتون، سواء إلى العراق ولبنان كما كان يحدث سابقًا، حيث كانت المشاتل الحكومية والقطاع الخاص تصدر كميات كبيرة سواء إلى دول الجوار أو حتى إلى المحافظات السورية. وأشار المزارع أحمد الحشيش إلى أن محافظتي حماة وإدلب أصبح فيهما مشاريع تجذير، مما أدى إلى استغنائهما عن استيراد هذه الشتلات. وأرجع مدير الزراعة، الزعبي، الأسباب إلى حالة الجفاف التي شهدتها المحافظة، والتي أدت إلى إقلاع المزارعين عن الزراعة، مما عزز حالة الكساد. وأضاف المهندس خلدون أبو دايس أن بعض المشاتل تعرضت للسرقة بعد سقوط النظام السوري السابق، وباع اللصوص الغراس بأسعار قليلة، مما تسبب في انخفاض أسعارها.

المشاتل العامة خارج الإنتاج

أفاد مدير الزراعة، عاهد الزعبي، بأن مشتل تل شهاب الرئيسي لزراعة شتلات الزيتون ومشتل نهج خرجا عن الخدمة بعد جفاف مياه الآبار في هذه المشاتل. وكان مشتل تل شهاب ينتج ما يقارب المليون غرسة في العام، توزع على المزارعين في سوريا وتصدر كميات منه إلى لبنان والعراق. وتعرض المشتل للسرقة والتخريب في عام 2012، إلا أن مجموعة من المهندسين والفنيين والعمال استطاعوا ترميمه مجددًا عام 2014. وبعد دعم من منظمة دولية، أنتج المشتل ما يقارب المليون غرسة، منها 600 ألف غرسة زيتون. وبعد سيطرة النظام السابق على المنطقة في تموز 2018، أخرجت مديرية الزراعة حينها المشتل عن الخدمة وأصبح عبارة عن صحراء قاحلة ومرعى للمواشي. وانخفض عدد أشجار الزيتون في المحافظة إلى ثلاثة ملايين شجرة من أصل ستة ملايين قبل عام 2011، بحسب مدير زراعة درعا.

مشاركة المقال: