الأحد, 20 يوليو 2025 06:44 AM

وزارتا الثقافة والأوقاف تتعاونان لتعزيز الوعي المجتمعي في سوريا

وزارتا الثقافة والأوقاف تتعاونان لتعزيز الوعي المجتمعي في سوريا

دمشق-سانا: عقدت وزارتا الثقافة والأوقاف ندوة فكرية في المكتبة الوطنية بدمشق، بهدف بحث إقامة شراكات استراتيجية مشتركة لصناعة الوعي في المجتمع السوري. وتسعى المبادرة إلى الاستفادة من الدور الهام الذي تلعبه المنابر الدينية في التواصل المباشر والمنتظم مع المواطنين.

التعاون بين الثقافة والأوقاف: تفعيل لسلطة الكلمة

في بداية الندوة التي حملت عنوان "صناعة الوعي: سلطة الكلمة بين المنبر والعقل"، أكد وزير الثقافة الأستاذ محمد ياسين صالح أن هذا التعاون بين الوزارتين يمثل تكاملاً فعالاً لتفعيل قوة الكلمة كأداة لبناء التعايش، وتدعيم السلام الأهلي، ودعم مسارات التعافي، بما يساهم في صياغة سردية تعبر عن هوية سوريا وحضارتها.

ضرورة ابتعاد الخطاب الديني عن الطروحات الخلافية

من جانبه، شدد وزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري على أهمية انطلاق الخطاب الديني من الواقع، وتجنب الخلافات، والتركيز على "العبادات التعاملية" التي تظهر في سلوك الإنسان اليومي، مثل الصدق، وبر الوالدين، وإكرام الجار، واحترام الوقت، وأداء الحقوق، لما لها من تأثير مباشر في ترسيخ القيم والأخلاق وتعزيز التماسك المجتمعي. وأكد الوزير أن الشراكة مع وزارة الثقافة تعتبر خطوة محورية في تطوير خطاب وطني شامل يخاطب العقل والوجدان، ويسهم في استعادة الثقة وبناء الانتماء.

تعزيز أخلاق الجوار وصون كرامة الإنسان

كما ناقشت الندوة عدداً من القضايا الهامة، بما في ذلك إصلاح البيوت، وتعزيز أخلاق الجوار، وتمكين الثقافة القرآنية كسلوك حضاري، وترسيخ قيمة الوقت، وصون كرامة الإنسان، والإحسان في العلاقات الأسرية والاجتماعية، وتأصيل حب الوطن كقيمة إيمانية، ونشر ثقافة النظافة كمسؤولية جماعية، وضرورة مكافحة الشائعات والتحقق من المعلومات.

اللقاء مشروع نهضوي وضرورة مشاركة التربية

وفي تصريح لمراسلة سانا، أشاد خطيب جامع الإيمان الدكتور علاء الدين السايق بهذا اللقاء التشاركي بين الوزارتين، معتبراً إياه جزءاً من مشروع نهضوي متكامل لتوجيه الخطاب العام نحو قضايا الناس، انطلاقاً من أن رفع مستوى الوعي يبدأ من إدراك الفرد لحقوقه وواجباته، داعياً إلى تفعيل المنبر والإعلام لبناء خطاب يرسخ القيم ويعزز السلم المجتمعي. وشهدت الندوة تفاعلاً ملحوظاً من المشاركين، حيث أشارت الأخصائية النفسية ميادة كوسا، المتخصصة في تعديل سلوك الأطفال والمراهقين، إلى أن اللقاء يجسد نموذجاً للتكامل المؤسسي الذي طالما كان حلماً، معربة عن أملها في انضمام وزارة التربية إلى هذا المسار البناء، لأن الوعي يشكل القاعدة الأولى في بناء المجتمعات، وهو المدخل الحقيقي لتجديد السلوكيات وتحقيق أثر اجتماعي ملموس. وتأتي هذه الندوة في إطار جهود وزارة الثقافة لتعزيز التكامل الوطني في صناعة الوعي، وصياغة خطاب وطني جامع يعبر عن تطلعات السوريين.

مشاركة المقال: