تشهد بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي بوادر تعافٍ ملحوظة، بعد سنوات من النزوح والدمار الذي خلفه القصف على بنيتها التحتية ومنازلها. وتتجلى هذه المؤشرات في ازدياد أعداد الزوار من السياح والعائلات العائدة من المخيمات خلال الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى المبادرات الفردية والمجتمعية لإعادة بناء ما تضرر واستعادة الطابع الاجتماعي والسياحي المميز للمنطقة التابعة لمنطقة الحفة.
أكد بشير غزيل، رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل في منطقة الحفّة، في تصريح لمراسل سانا، أن الحياة بدأت تدب في البلدة، حيث شرعت العديد من الأسر في أعمال ترميم جزئية لمنازلها، كما استأنفت المقاصف المحلية نشاطها لاستقبال الزائرين، وخاصةً كهف العدرا، الذي يُعد وجهة مفضلة للأهالي والسياح في فصل الصيف.
عصب انتعاش الحياة
أشار غزيل إلى الجهود المبذولة من قبل الجهات الرسمية بالتنسيق مع الجمعيات والمنظمات الأهلية لدعم عودة الأهالي وتقديم التسهيلات الممكنة في ظل الظروف الراهنة، مؤكداً أن عودة السكان هي الأساس في انتعاش الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في المنطقة.
من جانبه، أوضح مختار البلدة جاسم محمد إبراهيم أن سلمى كانت وستظل وجهة سياحية بارزة للزوار من مختلف المحافظات وحتى من خارج البلاد، وذلك لما تتمتع به من مناخ معتدل، وتفاحها الشهير، ومياهها الجبلية الباردة.
الإصرار وإعادة الألق
أضاف إبراهيم أن الدمار الذي لحق بالبلدة لم يضعف عزيمة سكانها الذين أصروا على العودة، مؤكداً أن هذا الإصرار كفيل بإعادة الألق إلى سلمى من جديد.
استحضرت المغتربة راما حويسين ذكريات طفولتها في البلدة التي غادرتها قبل أكثر من 12 عاماً بعد قصف منزل العائلة، معربةً عن سعادتها بالعودة إلى مسقط رأسها والاستمتاع بجمال الطبيعة التي تتميز بها المنطقة.
وفي السياق ذاته، أعرب محمد حويسين عن تفاؤله بعودة الحياة إلى طبيعتها قريباً، بفضل عزيمة الشباب وارتباطهم الوثيق بأرضهم.
وفي خطوة إيجابية، أعاد بعض أصحاب المقاصف المحلية افتتاح منشآتهم أمام الزوار بعد إجراء ترميمات بسيطة، وبدؤوا بتقديم الخدمات الأساسية، ومن بينهم محمد الشعلان، الذي أكد أن العودة ضرورية، معرباً عن أمله في تحسن الأوضاع بما ينعكس إيجاباً على الحركة السياحية ويعيد بلدة سلمى إلى مكانتها الطبيعية على الخريطة السياحية.