الخميس, 17 يوليو 2025 10:11 PM

حرائق اللاذقية: ضعف الاستعداد يفاقم الكارثة والطبيعة تواجه الدمار

حرائق اللاذقية: ضعف الاستعداد يفاقم الكارثة والطبيعة تواجه الدمار

اللاذقية-سانا: شهدت محافظة اللاذقية في الأسبوع الأول من تموز الجاري سلسلة حرائق واسعة النطاق، أدت إلى تدمير مساحات كبيرة من الغابات والأراضي الزراعية في ريف المحافظة. تسببت هذه الحرائق في نزوح مئات العائلات وألحقت خسائر بيئية واقتصادية فادحة. وتعمل الجهات المعنية حاليًا على احتواء الحرائق وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.

النتائج الأولية للكارثة

وفقًا لتقارير وزارة الزراعة ومديرية الدفاع المدني، بلغت المساحات المتضررة حوالي 14,300 هكتار، وتضررت أكثر من 7,500 شجرة زيتون، بالإضافة إلى خسارة ما يزيد على 3,200 دونم من الأراضي الزراعية في مناطق زنزف ومليكلي والقنطرة وقسطل معاف. كما أدت الحرائق إلى نزوح أكثر من 1,200 عائلة إلى مراكز الإيواء في مدينة اللاذقية، حيث يتم توفير الاحتياجات الأساسية من مأوى وغذاء ورعاية طبية بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمنظمات الأهلية.

جهود الإطفاء والتدخل الميداني

أوضحت وزارة الإدارة المحلية والبيئة لـ سانا أن فرق الإطفاء المحلية، بالتعاون مع فرق من الدول المجاورة، شاركت في عمليات إخماد النيران باستخدام معدات حديثة وطائرات رش. كما تم فتح ممرات آمنة للفرق في المناطق الملوثة بالألغام لتسريع التدخل. وتابعت غرفة العمليات المركزية في المحافظة تطورات الوضع على مدار الساعة، مع إصدار تقارير دورية حول التقدم في السيطرة على الحرائق وسبل الوقاية من انتشارها.

الأبعاد البيئية والاقتصادية

هددت الحرائق التوازن البيئي للمنطقة، خاصة مع فقدان مساحات من الغطاء النباتي الذي يضم تنوعًا حيويًا نادرًا. كما أدت الكارثة إلى ارتفاع كبير في معدلات تلوث الهواء وتدهور جودة التنفس، خاصة في القرى المجاورة. من جهتها، أعلنت وزارة الاقتصاد أن الخسائر الزراعية الأولية تقدر بأكثر من 9.4 مليارات ليرة سورية، مع احتمال ارتفاع هذا الرقم في الأيام المقبلة بعد إجراء تقييم شامل للأضرار.

ردود الفعل الشعبية والمجتمعية

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حملات تضامنية واسعة من المواطنين السوريين داخل وخارج البلاد. كما أُطلقت مبادرات محلية لتقديم المساعدات والمواد الأساسية للمتضررين، بدعم من فعاليات اقتصادية ومجتمعية في محافظتي طرطوس وحماة. وطالبت فعاليات بيئية ونواب في مجلس الشعب بفتح تحقيق شامل حول أسباب الحرائق، وتقييم أداء الجهات المعنية في إدارة الأزمة، وتعزيز خطط الوقاية المستقبلية.

جهود دولية

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) عن تشكيل لجنة لتقييم الوضع الميداني، وأرسلت فرقًا استطلاعية إلى المناطق المتضررة. وساهمت فرق من الأردن وتركيا بتقديم الدعم التقني واللوجستي لعمليات الإطفاء.

تجاوزت حرائق اللاذقية هذا العام التوقعات وشكلت تحديًا مزدوجًا للجهات الرسمية والمجتمع المحلي. وبينما تتواصل جهود التعافي، يبقى ملف البيئة وإدارة الكوارث بحاجة إلى مراجعة وتحديث جذري لضمان عدم تكرار الكارثة في المواسم القادمة.

مشاركة المقال: