الجمعة, 18 يوليو 2025 08:53 PM

السويداء تحت وطأة الأزمة: خوف الأطفال وتكافل الجيران في ظل نقص الإمدادات

السويداء تحت وطأة الأزمة: خوف الأطفال وتكافل الجيران في ظل نقص الإمدادات

في ظل استمرار التوترات الأمنية في محافظة السويداء، يواجه الأهالي أوضاعاً إنسانية قاسية، سواء داخل المدينة مع نقص حاد في الغذاء والدواء، أو في مناطق النزوح حيث يضطر البعض، مثل عشائر البدو، للمبيت في المساجد والمدارس.

سناك سوري-السويداء

في مشهد يعكس روح التكافل، قامت ناديا، قبل مغادرتها إلى منزل أهلها في حي قريب، بإخبار جيرانها بأن سيارتها مليئة بالبنزين، وعرضت عليهم استخدامه عند الحاجة. ومع تصاعد التوتر، يعيش الأطفال لحظات رعب في أحضان أمهاتهم. تروي إحدى الأمهات، التي تقطن وسط المدينة لـ"سناك سوري"، أن الاشتباكات استمرت حوالي 6 ساعات بأصوات مدوية طوال الليل، وأنها لم تجد وسيلة لتهدئة طفلها سوى الطلب منه الدعاء.

تعيش المحافظة يومها السادس بدون أفران واليوم الخامس بدون كهرباء. يلجأ السكان إلى التعاون لشحن هواتفهم من المنازل التي تعتمد على الطاقة الشمسية. وفي ظل غياب الخبز، تتشارك الجارة "أم سهيل" مخزونها من الطحين مع جاراتها، مؤكدة أنها ستستمر في ذلك حتى آخر رمق، وتقول: "يا منشبع سوا يا منجوع سوا والله بيحلها".

المحال التجارية ومحلات بيع المواد الغذائية فتحت أبوابها لساعات قليلة، وتواصل أصحابها مع الجيران لعرض المساعدة، فمن يملك ثمن ما يحتاجه دفعه، ومن لا يملك فهو "مسامح". وينطبق الأمر ذاته على معظم الصيدليات في المدينة.

هذا التكافل الاجتماعي ساعد الكثيرين على تجاوز الخوف والإيمان بقرب انتهاء المحنة. أما الإنترنت فهو ضعيف جداً، ويحاول الأهالي التواصل مع أقاربهم في الخارج عبر شبكات الإنترنت الفضائي المحدودة.

يؤكد الأهالي أن معظم المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام مضللة، وأن الاحتياجات الإنسانية هي الأولوية القصوى، خاصة مع قرب نفاد المؤن وضرورة توفير إمدادات عاجلة.

وفي وقت سابق، نقلت السويداء 24 عن مصادر محلية نفيها لصحة الأنباء المتداولة عن اقتحام مجموعات من العشائر لمدينة السويداء، موضحة أن مجموعات عشائرية دخلت من محورين إلى محافظة السويداء بتسهيل أمني، من طريق دمشق السويداء، واستقرت قرب بلدة ذكير، ومجموعات دخلت من ريف درعا ووصلت إلى بلدة ولغا غربي السويداء، وشوهدت تجمعات في محاور أخرى، بسيارات مزودة برشاشات، ودراجات نارية.

يتزامن هذا الوضع الإنساني المتدهور مع تصاعد خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في مقابل دعوات لوقف الاقتتال والتوجه إلى الحوار.

تأمين المأوى للنازحين

في السياق ذاته، شكل محافظ درعا "أنور الزعبي" لجنة طوارئ لتقييم احتياجات النازحين من محافظة السويداء على خلفية أعمال العنف. وذكرت الإخبارية السورية أن عدد النازحين تجاوز 1000 عائلة، نزحوا عقب الاعتداءات التي تعرضوا لها من قبل ما وصفته بالمجموعات الخارجة عن القانون.

عملت المحافظة على توفير مأوى مؤقت للعائلات وتأمين موارد غذائية وصحية للمرضى والحوامل والرضع. وكانت وكالة سانا الرسمية قد أكدت أمس الخميس وجود حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في حي "المقوس" وفي ريف "السويداء" بعد اعتداءات نفذتها "مجموعات خارجة عن القانون" كما سمّتها الوكالة، ضد المدنيين وارتكبت مجازر وانتهاكات بحقهم.

في حين، نقل "تلفزيون سوريا" أن حركة نزوح عشائر البدو بدأت عقب انسحاب قوى الأمن الداخلي والجيش السوري من المحافظة، حيث شهد الطريق الواصل بين "درعا" و"السويداء" منذ الصباح نزوحاً متقطعاً من عائلات عشائر البدو باتجاه "درعا" خشية وقوع أعمال انتقامية.

وبحسب المصدر، فقد نزلت عائلات العشائر في مساجد ومدارس مدينة "بصرى الحرير" بريف "درعا" بعد أن اضطرت للخروج من "السويداء" التي تشهد انقطاعاً في التيار الكهربائي وشبكات الاتصال.

مشاركة المقال: