في أعقاب الأحداث الأمنية الأخيرة، شكّلت محافظة درعا لجنة طوارئ برئاسة المحافظ أنور طه الزعبي، بهدف متابعة أوضاع المهجّرين القادمين من محافظة السويداء وتلبية احتياجاتهم الأساسية. وأعلنت المحافظة عبر صفحتها على “فيسبوك” أن اللجنة ستعمل على تأمين المواد الغذائية والطبية والمأوى للنازحين.
تهدف هذه الخطوة إلى تنسيق جهود المنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي لضمان توفير الاحتياجات الضرورية للمهجّرين، بما يشمل الغذاء والمستلزمات غير الغذائية والرعاية الطبية للمرضى والنساء الحوامل والأطفال الرضّع، حسبما أوضحت المحافظة.
تجاوز عدد العائلات المهجّرة من السويداء الألف عائلة، إثر تصاعد الاعتداءات التي طالت عشائر البدو في المحافظة. توزعت هذه العائلات على عدة مناطق في درعا، أبرزها بصرى الشام، معربة، الغرية الشرقية، الحراك، إزرع، وبصر الحرير، وفقًا لبيانات محافظة درعا.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة منذ بداية أحداث السويداء، نظرًا للظروف الأمنية والإنسانية الصعبة التي تشهدها المحافظة. وأوضح الصالح عبر منصة “إكس” أن الغرفة تضم ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية، والدفاع المدني السوري، ومنظمات محلية إنسانية ومؤسسات خدمية، وتعمل على مدار الساعة لتقديم خدمات الإغاثة والإخلاء والإسعاف.
أضاف الصالح أنه منذ صباح الخميس 18 من تموز، تم إسعاف أكثر من 570 جريحًا، ونقل 87 من الضحايا الذين قتلوا جراء التصعيد، وإخلاء مئات العائلات إلى مناطق أكثر أمانًا. شارك في الاستجابة 90 متطوعًا مدرّبًا ومجهّزًا من فرق الدفاع المدني السوري، إلى جانب أسطول ميداني ضم 17 سيارة إسعاف، وأكثر من 22 حافلة إخلاء، و10 سيارات نقل متنوعة، و6 ملاحق إطفاء، وآليات للنقل اللوجستي، بالإضافة إلى غرف تنسيق داخلية لرصد نداءات الاستغاثة وتنظيم عمليات نقل العائلات.
تواصلت عنب بلدي مع مدير المكتب التنفيذي للشؤون الاجتماعية في محافظة درعا، حسين النصيرات، الذي أكد أن استجابة المحافظة لاحتياجات الأسر المهجّرة من السويداء بدأت منذ اللحظة الأولى لوصولهم. تم توجيه جميع المدارس التي لا تُستخدم كمراكز امتحانية لتكون مراكز إيواء، بتنسيق مباشر مع رؤساء البلديات الذين تعاونوا مع المجتمع المحلي لتجهيز المدارس بالموارد المتاحة.
أوضح النصيرات أن الاستجابة الميدانية انطلقت مع وصول أولى العائلات النازحة، حيث باشرت الفرق الرسمية جولات ميدانية مباشرة. تم زيارة معظم المناطق المستقبِلة للنازحين، من مساء الخميس وحتى اليوم الجمعة، بالتنسيق مع مديري المناطق الخمس وهي درعا، الصنمين، إزرع، نوى وبصرى الشام، وكانت منطقتا إزرع وبصرى الشام من أبرز نقاط الاستقبال.
أشار النصيرات إلى تشكيل غرفة عمليات ميدانية مشتركة تضم ممثلين عن الدفاع المدني، عضو المكتب التنفيذي، مكتب التنسيق للشؤون الإنسانية، الهلال الأحمر، ومديرية الشؤون الاجتماعية، تتولى تنسيق عمليات الإحصاء وتحديد الاحتياجات وتوجيه تدخلات المنظمات.
وحول أبرز التحديات، لفت النصيرات إلى أن حركة النزوح كانت مفاجئة وسريعة، في ظل نقص الكوادر ضمن البلديات، وعدم توفر فرق ميدانية كافية، خاصة أن الدفاع المدني والهلال الأحمر كانا منشغلين في الاستجابة لحرائق الساحل. وأضاف أن تفاعل المجتمع المحلي كان كبيرًا، حيث تم تقديم الغذاء والإغاثة بحسب قدرات كل قرية، ورغم تفاوت الإمكانيات، تم تلبية معظم الاحتياجات الأساسية، مع تسجيل تزايد مستمر في أعداد العائلات الوافدة من السويداء.
أفاد النصيرات أن عدد الأسر المسجّلة في مراكز الإيواء بلغ 1170 أسرة، في حين استُقبلت 600 أسرة إضافية خارج هذه المراكز، بدعم مباشر من الأهالي، بينما تستمر الحملة الشعبية وجمع التبرعات بالتنسيق مع مديري المناطق وغرفة الطوارئ لتأمين الاحتياج. كما أشار إلى استقبال مجموعة أسر من دروز السويداء لجأت إلى درعا إثر الأحداث الأخيرة في مركز خاص وتم تأمينها وحمايتها.
تتصاعد وتيرة النزوح من محافظة السويداء بعد التوترات الأمنية بين مقاتلي العشائر وفصائل محلية في السويداء. يأتي ذلك بعد انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي من السويداء، وإعلان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الخميس، تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في محافظة السويداء.