الخميس, 17 يوليو 2025 10:09 PM

الهوية السورية الجامعة: هل يستقيم بناؤها بتأجيج الخلافات؟

الهوية السورية الجامعة: هل يستقيم بناؤها بتأجيج الخلافات؟

رسالة مفتوحة من غاندي المهتار إلى الأخ المجاهد أبو محمد الجولاني، مع التقدير والاحترام. بما أنك تبدو صاحب القرار اليوم، فإنه لا بأس من التوجه إليك مباشرة، دون المرور بوكيلك المدني أحمد الشرع.

ليس موضوع هذه الرسالة هو حادثة حلق شارب شيخ في السويداء، ولا استخدام عمامته كرةً، ولا دوس راية التوحيد أو صورة سلطان باشا الأطرش، ولا حتى الانتهاكات الدموية بحق الآمنين في المضافات بالسويداء. إنما الموضوع الأساس هو الهوية السورية الجامعة التي رسخها الشرع بإطلاقه الصقر الذهبي ونجومه الثلاثة التي ترمز إلى قوة سوريا وصلابتها.

هل يمكن لهذه الهوية أن تستقيم مع تأجيج الفراق بين السوريين بعد انتهاك الكرامات؟ لا نعتقد ذلك، خاصة وأن من انتهكت كراماتهم كانوا أشد حماسة للثورة على نظام الأسد وأكثر غيرة على الثوار من غيرهم، وهم لم يقتلوا غدراً، ولا باعوا وطناً، ولا خانوا عهداً، ولا بدلوا تبديلا.

إذا لم يكن هناك متسع في سوريا التي يعد بها الشرع إلا لجهادييك الذين استقووا على نساء السويداء وأطفالها، وإذا لم يكن هناك مكان فيها لخصوصيات تعددية تطمح في الأساس إلى المشاركة في صنع القرار بعد حرمان طال أمده، وأن تتعامل مع دمشق بثقة متبادلة، فهذا مؤسف حقاً، لأنها خيبة أمل كبيرة.

وإن كنت لا تدري، فثقة السويداء بدمشق مفقودة، ولا علاقة لذلك بالبدو وآفاتهم، إنما بتاريخ طويل من الإقصاء ظنوا أنه انتهى.

أما الاستقواء بالخارج، أياً كان هذا الخارج، فهو مرفوض تماماً، ومن ينادون به قلة، والأمل أن تبقى قليلة بفضل حسن إدارة ملف الأقليات كلها، لدمجها تحت مظلة الهوية السورية الجامعة التي يتوق الجميع إليها. ولكن، الضمانات الحقيقية مطلوبة لطمأنة السوريين كلهم، إلى أن عرق البطش الأسدي ليس دساساً أيها الأخ المجاهد، وأن يغلب الشرع المدني على الجولاني الجهادي.

أخبار سوريا الوطن١-النهار

مشاركة المقال: