تأجلت محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القضية المعروفة باسم "قضية ميلتشن"، وذلك بسبب تلقيه "تحديثاً أمنياً عاجلاً" من السكرتير العسكري رومان جوفمان، مما أدى إلى توقف الجلسة بعد أقل من نصف ساعة من بدئها.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن محكمة الدرجة الثانية في تل أبيب شهدت خطوة أمريكية "غير مسبوقة"، تمثلت في حضور السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاكابي، للمحاكمة، تعبيراً عن دعمه لنتنياهو خلال استجوابه، وهو ما اعتبر سابقة دبلوماسية.
وانتقد السفير المحاكمة، واصفاً إياها بأنها تصرف يشتت انتباه القيادة عن مسؤولياتها ويضعف رئيس وزراء منتخب خلال ولايته.
ويحاكم نتنياهو في "القضية 1000"، المعروفة أيضاً باسم "قضية ميلتشن"، حيث يُتهم بتلقي هدايا من الملياردير ومنتج الأفلام الإسرائيلي الأميركي أرون ميلتشن، الذي تربطه علاقة طويلة بنتنياهو، بالإضافة إلى تلقيه هدايا من ملياردير آخر يدعى جيمس باكر، خلال فترة ولايته، مقابل تقديم تسهيلات.
وتشمل الهدايا التي تلقاها نتنياهو سيجاراً فاخراً وزجاجات شمبانيا ومجوهرات لسارة زوجة نتنياهو، حيث قدرت قيمة الهدايا بأكثر من 200 ألف دولار.
وتدعي النيابة العامة أن نتنياهو تلقى هذه الهدايا مقابل خدمات سياسية، مثل المساعدة في تمديد تأشيرة دخول ميلتشن إلى الولايات المتحدة، ومحاولة تمرير قانون ضريبي يفيد رجل الأعمال في إسرائيل، وهو ما يعتبر استغلالاً لمنصبه بما يتعارض مع القانون.
في المقابل، يقول نتنياهو إن الهدايا كانت دليلاً على صداقة شخصية وليست مقابل خدمات، وإن المساعدة في التأشيرة كانت لدواع أمنية وطنية.
وخلال جلسة اليوم، دافع نتنياهو عن نفسه بالادعاء أن تدخله في مسألة التأشيرة جاء لأسباب أمنية وطنية وليست لمصالح شخصية.
وتحولت الجلسة لاحقاً إلى جلسة مغلقة بسبب حساسية المعلومات الأمنية المتعلقة بميلتشن.
وقال السفير الأميركي للصحفيين بعد وصوله: "مثلما غرد الرئيس ترامب، في وقت توجد فيه حرب ورهائن، هذه المحاكمة تشتت انتباه رئيس الوزراء. ترامب يفهم ذلك لأن هذا بالضبط ما مر به في الولايات المتحدة. هو يتعاطف مع نتنياهو بشكل شخصي. هذا الوضع غير ممكن لأي زعيم أن تكون لديه مثل هذه المشتتات".