الثلاثاء, 15 يوليو 2025 09:51 PM

تصعيد في السويداء: غارات إسرائيلية تستهدف مواقع للقوات السورية وسط مزاعم بحماية الدروز

تصعيد في السويداء: غارات إسرائيلية تستهدف مواقع للقوات السورية وسط مزاعم بحماية الدروز

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، غارات جوية على مدينة السويداء جنوبي سوريا، وذلك بعد وقت قصير من إعلان الجيش السوري عن دخول قواته إلى المدينة بهدف إحلال السلم وعودة مؤسسات الدولة. وتأتي هذه الغارات في أعقاب ثلاث ضربات جوية أخرى نفذها الجيش الإسرائيلي على ريف السويداء أمس، وذلك بعد دخول القوات الحكومية إلى المنطقة لفرض الأمن ووضع حد لما وصفته بـ "تجاوزات المجموعات الخارجة عن القانون".

وقد تحدثت مصادر إسرائيلية عن "حماية الدروز" في سوريا كذريعة لهذه التحركات العسكرية، بالتزامن مع مطالبة المجموعات الخارجة عن القانون بما أسمته "الحماية الدولية"، وذلك قبل حسم الدولة السورية للملف. وذكرت وكالة رويترز أن نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي قد أصدروا تعليمات للجيش بضرب القوات السورية والأسلحة التي تم نشرها في السويداء على الفور. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ بضرب الأصول العسكرية للقوات السورية في المنطقة، كما أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال عن مهاجمة آليات عسكرية تابعة للقوات الحكومية السورية في السويداء، مضيفًا أن الهجوم استهدف دبابات وناقلات جنود ومدافع صاروخية وطرق الوصول لعرقلة تحركها نحو المنطقة.

وفي تحليله للأحداث، قال العميد والمحلل العسكري السوري، عبد الهادي ساري، لحلب اليوم، إن إسرائيل هي من بدأ التصعيد في المنطقة، وهي من حرّض فلول النظام والمجموعات الخارجة عن القانون على هذا التصعيد. وأضاف أن إسرائيل، التي احتلت جزءًا كبيرًا من الجولان الغربي والشرقي، تريد أن تجعل سوريا مسرحًا للفوضى. وأشار إلى أن الضغوط الأمريكية تمنع إسرائيل من فعل أي شيء في السويداء، حيث يريد الأمريكيون أن تفرض الدولة سلطتها على جميع تراب سوريا، معتبرًا أن السويداء جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.

من جانبه، أوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسام نجار أن العلاقة القوية والمميزة التي تربط موفق طريف، رئيس مشيخة عقل الطائفة الدرزية في إسرائيل، بأصحاب القرار في الكيان الصهيوني، وكذلك دور الدروز في الجيش الإسرائيلي، أمر لا يخفى على أحد. وأشار إلى أن لقاء الرئيس الشرع وترمب كان نقطة مفصلية هامة سمحت بعدم تمدد وتوسع هذه العلاقات، رغم المحاولات الإسرائيلية لبث الطمأنينة لجماعة الهجري تحديدًا، مؤكدًا أن القرار الأمريكي واضح وصريح في أن التعامل مع دولة قوية ورئيس مؤيد من الشعب هي الفكرة الأنسب.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الضربات الإسرائيلية استهدفت محيط بلدتي المزرعة وكناكر، وأسفرت عن وقوع خسائر مادية. فيما قال جيش الاحتلال إنه هاجم عدة دبابات في منطقة قرية سميع بالسويداء جنوب سوريا، وهي تتحرك نحو منطقة السويداء، مؤكدًا أن الهجوم يهدف إلى عرقلة وصولها إلى المنطقة، زاعمًا أن وجود تلك الوسائل في جنوب سوريا قد يشكل تهديدًا لإسرائيل. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن ما حدث كان "رسالة وتحذير واضح للنظام السوري بأننا لن نسمح بالمساس بالدروز في سوريا".

وحول المزاعم الإسرائيلية، أكد ساري أن أهالي السويداء قابلون لأن يكونوا منضوين تحت مظلة الدولة، ولا يمكن تجزئتهم عن الوطن. وأشار إلى وجود بعض الفلول والخارجين عن القانون من ميليشيات انحازت إلى أوهام الدعم الخارجي، تحديدًا الإسرائيلي، مؤكدًا أن الجيش السوري والقوى الأمنية دخلت إلى السويداء وبسطت الأمن والأمان، وتحافظ على المواطنين وممتلكاتهم.

ورجّح العميد أن تسير الأمور بالاتجاه الصحيح؛ باتجاه بسط سيطرة الدولة على تلك المنطقة، مشيرًا إلى أن الحكومة الجديدة أعطت وعودًا واهتمت بمطالب السويداء ومطالب أهلها، وأنه يجب أن تبسط الدولة قوتها وتُحترم هيبتها في المناطق التي تعاني من الفساد في الأراضي السورية. واختتم نجار بالقول إن الرهان على الخارج هو رهان خاسر، وأن المستفيدين من ذلك هم أولئك الذين يعملون بمنأى عن الدول وكذلك العصابات المسلحة التي تنفذ أجندات معتقدة أنها في مصلحتهم.

وكان قائد الشرطة العسكرية في وزارة الدفاع، قد أعلن الانتشار مع قوى الأمن الداخلي في السويداء، مؤكدا منع دخول أي جهة غير تابعة للدفاع أو الأمن الداخلي، والتعامل بحزم مع المجموعات المخالفة داخل المدينة.

مشاركة المقال: