السبت, 12 يوليو 2025 06:35 PM

الرقة تستعيد نبض التعليم: عودة امتحانات الثانوية العامة بعد غياب دام 12 عامًا

الرقة تستعيد نبض التعليم: عودة امتحانات الثانوية العامة بعد غياب دام 12 عامًا

في خطوة تاريخية، استأنفت مدينة الرقة صباح اليوم السبت امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، وذلك للمرة الأولى منذ اثني عشر عامًا. يأتي هذا الحدث الهام في سياق التفاهمات التي تم التوصل إليها مؤخرًا بين الإدارة الذاتية شرق سوريا والحكومة السورية الجديدة، وفقًا لما أفاد به مراسل منصة سوريا ٢٤ في المنطقة.

أكد مصدر خاص في لجنة التربية والتعليم في الرقة لمنصة سوريا ٢٤ أن أكثر من 12,300 طالب وطالبة قد تقدموا لأداء امتحانات الشهادة الثانوية هذا العام، موزعين على 32 مركزًا امتحانيًا في مختلف أنحاء المحافظة. تتضمن هذه المراكز سبعة مراكز داخل مدينة الرقة نفسها، وسبعة أخرى في مناطق الريف القريب، بالإضافة إلى مراكز متقدمة في قريتي المنصورة والدبسي ومناطق أخرى تشهد تحسنًا ملحوظًا في البنية التحتية التعليمية.

يُعد هذا الحدث التعليمي الأبرز في المنطقة منذ سيطرة تنظيم داعش على المدينة، وما أعقب ذلك من عمليات تحرير وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية، بما في ذلك المؤسسات التعليمية. لقد تسبب انقطاع التعليم الثانوي الرسمي طوال السنوات الماضية في خسارة فادحة لشباب المنطقة، الذين اضطروا إما إلى السفر إلى مناطق أخرى لمتابعة دراستهم أو التخلي عنها بشكل كامل.

أوضح المصدر التعليمي أن استئناف الامتحانات الثانوية يعكس الجهود المبذولة لإعادة تأهيل النظام التعليمي في الرقة، وهو نتيجة مباشرة للتهدئة النسبية التي تشهدها المنطقة، وتوحيد الإجراءات المتعلقة بالعملية التعليمية بين مختلف الأطراف. وأشار إلى أن هذه الخطوة تمثل أساسًا هامًا في تعزيز الاستقرار المجتمعي، وفتح آفاق مستقبلية أمام الشباب للانخراط في الجامعات والوظائف العامة في حال حصولهم على الشهادات المعتمدة من وزارة التربية السورية.

بالتزامن مع ذلك، انطلقت أيضًا امتحانات الشهادة الثانوية العامة في باقي المحافظات السورية، في موعد موحد حددته وزارة التربية السورية، حيث يخضع الطلاب للامتحانات تحت إجراءات صارمة تهدف إلى ضمان الشفافية وتكافؤ الفرص.

يرى مراقبون أن عودة الامتحانات الرسمية إلى الرقة ليست مجرد حدث تعليمي، بل هي مؤشر على تحرك حقيقي نحو إعادة إعمار القطاعات الحيوية في المدينة، واستعادة الدولة لبعض صلاحياتها في المناطق التي كانت خارج سيطرتها لسنوات طويلة.

مشاركة المقال: