السبت, 12 يوليو 2025 10:28 PM

قرار الإدارة الذاتية بمنع الصيد يثير جدلاً بين اتهامات الصيادين وتبريرات المسؤولين

قرار الإدارة الذاتية بمنع الصيد يثير جدلاً بين اتهامات الصيادين وتبريرات المسؤولين

القامشلي – نورث برس – يعمل نوزر في مجال تربية الأسماك في مسامك خاصة منذ ما يقارب الـ 25 عاماً، ويمتلك مسمكة خاصة به على أطراف مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا. ويشير أصحاب المسامك في ريف القامشلي إلى أن السمك يصل إلى الوزن المناسب خلال ستة أشهر إذا توفرت له الرعاية اللازمة، موضحين أن الصيد بالسنارة لا يضر بإكثار السمك، بينما الصيد الجائر بـ (الشباك، الصعق الكهربائي، المتفجرات، السم) هو الذي يؤدي إلى القضاء على الثروة السمكية.

في المقابل، منعت الإدارة الذاتية صيد السمك لمدة خمس سنوات أو لإشعار آخر وفقاً لبعض المسؤولين، مبررة ذلك بأن السمك يحتاج إلى هذه المدة لكي يكبر ويزداد عدده في السدود.

"ستة أشهر كافية"

يؤكد نوزر شاكر، وهو صاحب مسمكة من مدينة القامشلي، أن الأسماك تحتاج فقط إلى ستة أشهر ليكبر حجمها، إذا قُدم لها العلف المناسب. ويرى نوزر أن هيئة الزراعة غير قادرة على تحمل تكاليف تقديم الأعلاف، لذلك لجأت إلى منع الصيد لمدة خمس سنين، لكنه في الوقت نفسه يرى أن سنتين أو ثلاث سنوات كافية للإكثار. ويوضح: "بالنسبة لقرار الإدارة منع الصيادين الصيد أعتبره قراراً صائباً، لأن السمك يحتاج من عامين إلى ثلاثة حتى يكبر، هذا في حال لم تقم الإدارة بتحمل تكاليف العلف وإطعامها".

ويضيف: "ولأن العلف مرتفع الثمن لا أظن أن بمقدورها تحمل تكاليف العلف، لذلك تقوم بمنع الصيد على السدود لسنوات، وبالتالي الأسماك تعتمد على أكل الطحالب والأعشاب من داخل المياه، وبهذه الطريقة الإنتاج يزداد وتتكاثر الأسماك".

اتهامات وتبرير

يتهم صيادو الأسماك الإدارة الذاتية بأنها قامت بضمان بعض السدود لأشخاص، وأنه تم تحويل السد من مكان عام إلى مكان خاص يستفيد منه بعض الأشخاص. ويقول أحد الصيادين في تعليق على قرار منع صيد الأسماك: إن القرار جاء "بناء على مقتضيات شخص واحد يمنع منعاً باتاً الصيد بكل سدود روج آفا". ويقول آخر: "القرار جيد ولكن يوجد فيه كلمة غلط يجب تبديل كلمة المصلحة العامة بكلمة المصلحة الخاصة".

وطالب صيادون الإدارة الذاتية بمراجعة قرارها، أو تعديله بالسماح للصيادين بالصيد بالسنارات فقط.

ويقول محمد طاهر محمود الرئيس المشارك للثروة الحيوانية في الجزيرة، لنورث برس، إنه بسبب نقص كمية الأسماك قمنا باستيراد كمية كبيرة من فراخ السمك بأنواع متعددة وتم توزيعها على سدي مزكفت والحكمية.

ويضيف: "بشكل عام وبداية من شهر الثالث إلى الخامس نقوم بمنع الصيد على السدود، جميعها لأن هذه فترة تكاثر الأسماك".

ويشير إلى أنه منذ قرابة شهر قاموا بوضع "آلاف أميات وفراخ الأسماك داخل سد مزكفت والحكمية، للتفريخ الطبيعي داخل السد". وعلل محمود هذه العملية بأنها "من أجل زيادة الثروة السمكية في مقاطعة الجزيرة"، مضيفاً: "وبالتالي سنقوم بتوزيعها على السدود الباقية، لذلك جاء قرار بمنع الصيد داخل سد مزكفت والحكمية حتى إشعار آخر".

ونفى المسؤول إعطاء السد "لأي مستثمر"، موضحاً أن "المستفاد من هذا المشروع هم السكان".

إكثار السمك بالسدود السورية

هناك ثلاث طرائق متبعة لتربية الأسماك في السدود بسوريا، بحسب ما جاء في الموسوعة العربية الصادرة عام 2000 في دمشق، وهي: "التربية الواسعة، التربية نصف المُكثفة، والتربية المُكثفة في الأقفاص". وبحسب ما جاء في الموسوعة فأن التربية الواسعة تختص بخزانات السدود السطحية لمياه الأمطار والسيول، كما هي الحال في سدود شمال شرقي سوريا.

وتقوم الجهة المختصة في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بتأجير حقوق استغلالها إلى المستثمرين بعقود تدوم خمس سنوات، "فتستزرع في العام الأول بإصبعيات الكارب وبعض أمهات التفريخ، ويتكفل المُستثمر بحمايتها في العام الأول". وأضافت الموسوعة: "ثم يباشر أعمال الصيد بدءاً من العام الثاني"، مبينةً أنه قد تُكرر عملية زرع هذه الخزانات ثانية "وقت الضرورة".

إعداد: نالين علي – تحرير: محمد القاضي

مشاركة المقال: