الثلاثاء, 8 يوليو 2025 05:13 AM

الإمارات وسوريا: آفاق استثمارية واعدة وشراكة نحو العالمية

الإمارات وسوريا: آفاق استثمارية واعدة وشراكة نحو العالمية

تشهد العلاقات السورية الإماراتية تحولاً كبيراً مدفوعاً بانفتاح اقتصادي واستثماري واسع النطاق، يهدف إلى إعادة الإعمار وبناء شراكات استراتيجية جديدة. ترى الدوائر الاقتصادية في دمشق أن الإمارات تمثل بوابة استثمارية واعدة لما تملكه من إمكانيات مالية كبيرة وخبرة في مشروعات البنية التحتية والتنمية الحضرية، بينما يعتبر الاقتصاد السوري سوقاً واعدة تحظى بثقة كبيرة في الإمارات.

يتضح من خلال مسارات جاذبية السوق السورية للاستثمارات العربية أن الإمارات تتصدر الدول الساعية لتعزيز دورها في إعادة إعمار سوريا، وبناء نموذج جديد من التعاون الإقليمي بالاعتماد على الاستثمار والدبلوماسية الاقتصادية. بدأت بالفعل مشاورات بين غرف التجارة والصناعة في البلدين لإطلاق مشاريع في مجالات الطاقة المتجددة، وإعادة تأهيل شبكات الكهرباء، وتطوير البنية السياحية والعقارية.

أوضح الإعلامي الاقتصادي السوري المقيم في الإمارات، أحمد العمار، في تصريح لجريدة “الوطن”، أن سوريا الجديدة بحاجة إلى النهوض اقتصادياً وتنموياً، وأن الإمارات قادرة على تقديم مبادرات كثيرة في هذا المجال، من خلال المشاركة في إعادة الإعمار وتقديم الدعم الاقتصادي والتنموي في القطاعات التي تملك فيها الإمارات خبرة كبيرة، مثل القطاع المالي والطيران والنقل الجوي والبحري.

أشار العمار إلى أن الاقتصاد السوري يعتمد على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، مما يجعل الإمارات بسكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة سوقاً مهمة للمنتجات الزراعية والغذائية والحيوانية السورية، خاصة وأن المنتج السوري يحظى بثقة كبيرة في الإمارات. وأضاف أن سوريا بحاجة إلى ما يمكن تسميته تعويماً اقتصادياً في الأسواق العالمية، وهو ما توفره الإمارات عبر انفتاحها الكبير على هذه الأسواق.

تفيد مصادر اقتصادية بوجود نية إماراتية لإنشاء صندوق استثماري خاص بسوريا بمليارات الدولارات، يدار بشفافية ويخصص لإعادة الإعمار والمشروعات المتوسطة والصغيرة بالشراكة مع الحكومة السورية. كما أبدت شركات إماراتية مثل “الدار العقارية” و”مصدر” اهتماماً بالدخول في مشاريع مباشرة في الساحل وريف دمشق.

في مجال الاستثمار، نفذت شركات إماراتية مثل «إعمار» و«ماجد الفطيم» و«القدرة القابضة» و«المجموعة الكونية للاتصالات” مشاريع ضخمة تصل قيمتها إلى قرابة 5 مليارات دولار في مناطق مثل دمشق وريفها، إضافة إلى إنشاء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميغاواط. وأعلن رجل الأعمال الإماراتي خلف أحمد الحبتور مؤخراً عن زيارة رسمية إلى سوريا خلال الأيام المقبلة على رأس وفد رفيع المستوى من مجموعة شركة الحبتور، لاستكشاف فرص التعاون مع الحكومة السورية ودراسة إمكانات الاستثمار في مختلف المجالات.

في أيار الماضي، أعلن وزير الاقتصاد والصناعة محمد نضال الشعار أن الإمارات استثمرت 800 مليون دولار في تطوير ميناء طرطوس من خلال موانئ دبي العالمية، واصفاً ذلك بأنه “بداية عصر جديد للتعاون بين البلدين”، معتبراً أن الشراكة بين الجانبين محرك أساس لإعادة الاقتصاد السوري وإطلاق “خارطة استثمارية” في القطاع السياحي والعقاري والصناعي، كما أشاد بنموذج الإمارات التنموي والابتكاري.

يرى مراقبون أن هذا الانفتاح جزء من توجه إماراتي لدعم الاستقرار الإقليمي من خلال الاقتصاد، وتقديم بدائل تنموية تغني عن الفوضى والتدخلات الخارجية، وإرسال رسالة مفادها أن سوريا بعد تحريرها هي فرصة استثمارية للعرب.

محمد رعد

مشاركة المقال: