في مدينة القامشلي، يقف حسين خليل، البالغ من العمر 48 عامًا، متحديًا حرارة الصيف الحارقة. يحمل على ظهره خزان شراب التمر الهندي، يجوب الطرقات بحثًا عن زبائن.
منذ سنوات، يعمل حسين في هذه المهنة الموسمية التي أصبحت مصدر رزقه الرئيسي، رغم صعوبتها ومشقتها اليومية.
تحضيرات ليلية وجهد صباحي
لا يقتصر عمل حسين على النهار، بل يبدأ التحضير مساءً في منزله. يقوم بنقع وتحضير قوالب التمر الهندي بعناية فائقة. في الصباح الباكر، ينطلق بمركبته الصغيرة لشراء الثلج، ثم يملأ الخزان بالشراب المنعش، استعدادًا ليوم عمل طويل.
رحلة يومية وتعاون عائلي
يصطحب حسين ابنه معه يوميًا، في مشهد يجسد التعاون العائلي. يعتبر حسين هذه المهنة "مهنة الصيف الشاقة"، لكنها شريفة في نظره، تضمن له كسبًا حلالًا ورزقًا طيبًا.
تجوال في أحياء القامشلي
لا يلتزم حسين بموقع ثابت، بل يتنقل بين أحياء ومناطق القامشلي المختلفة، سعيًا للوصول إلى أكبر شريحة من الزبائن. هذا التنقل يتطلب جهدًا بدنيًا مضاعفًا، خاصة مع حرارة الطقس ووزن الخزان.
أسعار في متناول الجميع وشراب منعش
يبيع حسين الكأس الصغيرة من التمر الهندي بـ 2000 ليرة سورية، والكبيرة بـ 3000 ليرة. ورغم بساطة إمكانياته، يحظى شرابه بإقبال جيد، خاصة في ذروة حرارة الظهيرة.
القناعة كنز لا يفنى
رغم التعب والإرهاق، يعبر حسين عن رضاه بما يفعله. حبه لعمله وقناعته بما يكسبه يمنحانه دافعًا للاستمرار. يؤمن بأن الرزق الحلال يستحق العناء، طالما أنه يحفظ الكرامة وراحة الضمير.