كشفت وثائق استخباراتية أن الصحفي الأمريكي الذي اختفى في سوريا عام 2012، أوستن تايس، كان محتجزاً في منشأة تابعة للنظام السوري السابق قرب دمشق، وفق ما نقلته شبكة “” البريطانية. وأكد عدد من المسؤولين السوريين السابقين، لـ”BBC” أن تايس احتُجز داخل منشأة تابعة لجهاز أمني في دمشق.
وفق الوثائق الجديدة، فإن تايس احتُجز داخل منشأة أمنية في منطقة الطاحونة بدمشق، وتشير إحدى الوثائق المصنفة بـ”سري للغاية” إلى أن الصحفي الأمريكي كان محتجزاً لدى مجموعات “قوات الدفاع الوطني” المُوالية للنظام السابق، قبل أن يخضع للاستجواب من قِبل جهاز الاستخبارات العامة.
ونقلت “BBC” عن ضابط سابق في الاستخبارات السورية تأكيده أن “تايس ظل محتجزاً في دمشق حتى شباط 2013 على الأقل”، مضيفاً أن “النظام كان يدرك قيمة تايس، على اعتباره ورقة ضغط محتملة في مفاوضات مستقبلية مع الولايات المتحدة”.
وتشير المعلومات إلى أن تايس تلقى علاجاً طبياً مرتين، خلال فترة احتجازه، بسبب معاناته من مشاكل صحية، كما نُقل عن شاهد زار مكان احتجازه أنه كان يبدو حزيناً، على الرغم من تلقيه معاملة أفضل من السجناء السوريين الآخرين.
وتفيد شهادات نقلتها “BBC” بأن تايس حاول الفرار من السجن عبر نافذة زنزانته، لكن أُعيد اعتقاله لاحقاً، وخضع لجولات استجواب متكررة من قِبل ضباط الاستخبارات.
وتُعد عملية البحث عن أوستن تايس، من الملفات التي ناقشها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، في السعودية، وفي 25 من أيار الماضي، تعهدت الحكومة السورية بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في البحث عن أمريكيين مفقودين في سوريا، وفقاً لما نشره المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، عبر منصة “X”.
وفي أيار الفائت، نقلت قناة “سكاي نيوز” عن مصادرها العثور على رفات تايس في مقبرة في ريف حلب، فيما نفى مصدر سوري رسمي للـ”LBCI” العثور على رفاة تايس، مؤكداً أن المعلومات التي تم تداولها في هذا الشأن غير دقيقة.
وبحسب المعطيات، فقد تم العثور على رفات ثلاثة مواطنين أمريكيين أعدمهم تنظيم “داعش” في وقت سابق، وذلك قرب بلدة دابق في ريف حلب الشمالي، إلا أن أياً من هذه الرفات لا تعود لتايس، الذي لا تزال عمليات البحث عنه مستمرة.
فيما نقل حينها موقع “المدن” عن مصدر أمني سوري قوله: “إن تأكيد وجود تايس من بين الرفات، يحتاج إلى بحث وتحليل من قبل البعثة المشرفة على عملية البحث عن الأمريكيين الذين قُتلوا على يد تنظيم داعش”، موضحاً أن “البعثة عثّرت على رفات عدد من الأمريكيين، وتم نقلهم”.
واختفى تايس من ريف دمشق عام 2012، وهو من أبرز المخطفين في سوريا ويعمل صحفي لدى شبكات عدة، ونفى النظام السابق مرات عدة معرفته بمكان وجود تايس، بعد دخول وساطات عدة بملفه.