الخميس, 29 مايو 2025 08:52 PM

هل تلوح في الأفق تسوية بين سوريا وإسرائيل؟ محللون يرصدون العقبات المحتملة

هل تلوح في الأفق تسوية بين سوريا وإسرائيل؟ محللون يرصدون العقبات المحتملة

أفادت وكالة “رويترز” أمس الثلاثاء بأنه أُجريت محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل، في محافظة السويداء بمشاركة قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي، فيما نفى الأخير صحة هذه التقارير.

نفي الدالاتي، لم يمنع انتشار التحليلات حول خطوات محتملة قد تحدث بين إسرائيل وسوريا، وذلك استناداً إلى توقف الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، برفع العقوبات عن سوريا ولقائه مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، بتاريخ 14 أيار الجاري، وتصريح الشرع، الذي أدلى به في تاريخ 7 أيار الذي أكد وجود محادثات غير مباشرة مع إسرائيل بهدف تهدئة التوترات.

وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة “” إلى أن “إسرائيل كانت قد كثَّفت عملياتها العسكرية في سوريا منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد. وتشير بيانات عسكرية إلى تنفيذ أكثر من 700 غارة إسرائيلية خلال الأشهر التي تلت سقوط الأسد في كانون الأول الماضي، شملت استهداف مواقع استراتيجية، بينها أسلحة ثقيلة ومرافق دفاع جوي، وحتى غارة نادرة على مقربة من القصر الرئاسي في دمشق مطلع أيار الحالي، إلا أن هذه العمليات الجوية توقَّفت فجأة بعد لقاء ترمب، والرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في 14 مايو، في خطوة قلبت سنوات من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط رأساً على عقب”.

فيما لفت تقرير لشبكة “” البريطانية إلى أن على الرغم من أن ترمب لم يربط بين ملفي رفع العقوبات عن سوريا والتطبيع مع إسرائيل، إلّا أن بعض السوريين يرون أن “السلام مع إسرائيل سيؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية”.

وفي هذا الصدد نقلت عن الدكتور كمال العبدو، عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الشمال في إدلب، تأكيده أنه “لا يعتقد أن التطبيع مع إسرائيل قد يؤدي بالضرورة إلى الرخاء، مستشهداً بالأوضاع الاقتصادية الصعبة في مصر التي أبرمت اتفاق سلام مع إسرائيل منذ نحو 45 عاماً”. وأضاف الدكتور العبدو أن “المسلحين الإسلاميين مؤيدين بشدة للقضية الفلسطينية، مما يشير إلى أن التفاهمات المستقبلية المحتملة قد تشمل محاربة التيارات المتطرفة وإبعاد الجماعات الراديكالية” عن الحدود مع إسرائيل”.

الأمر نفسه أكدته، الدكتورة رهف الدغلي، التي أشارت إلى أن “الشرع غير قادر على فرض التطبيع الكامل على المقاتلين الإسلاميين، سواء كانوا أجانب أو سوريين، الذين يتخذون موقفاً راديكالياً داعما للقضية الفلسطينية”.

وأضافت “BBC” أن “بعيداً عن الجماعات الموالية للشرع، يرى الصحفي الإسرائيلي إيهود ياري أن هناك الكثير مما يجب على السلطة في سوريا فعله، وقد تم جزء منه بالفعل، فيما يتعلق بالتنسيق لمواجهة حزب الله والفصائل الفلسطينية المسلحة التي كانت تحظى بدعم الأسد، وبعض المحاولات من قبل حماس لتأسيس قاعدة لها”.

بدورها، نقلت قناة “” عن الباحث المختص في الشأن السوري وائل علوان، قوله: “إن من أهم الملفات اليوم على طاولة المفاوضات وقف إطلاق النار والعودة إلى مبدأ فصل الاشتباك والهدنة الطويلة المستمرة، بحيث تتوقف إسرائيل بشكل فعلي عن قصف الأراضي السورية والأهداف العسكرية السورية، وتسحب قواتها مع الاتفاق إلى منطقة عازلة أو منطقة منزوعة السلاح”.

وتابع قائلاً: “كذلك، وبحكم ضعف الدولة السورية اليوم وضعف البنية التحتية الأمنية والعسكرية لسوريا بشكل عام، والتوغل الكبير الإسرائيلي على مستوى المنطقة، فمن المتوقع أن يكون سقف التفاوض الإسرائيلي عالياً”، موضحاً أن “على سبيل المثال، قد يُشترط في بناء الجيش السوري الجديد ألا تكون ضمن بنيته منظومات دفاع جوي أو أسلحة تشكل تهديداً لإسرائيل”.

وأشار علوان إلى أن “سوريا ستكون مضطرة إلى الالتزام بذلك، لأنها ستكون غير قادرة على شراء أو استيراد الأسلحة التي سيضغط المجتمع الدولي ضمن هذه المفاوضات على سوريا بعدم استخدامها في البنية العسكرية الجديدة”.

وأشار الباحث المختص بالشأن السوري إلى أن “هناك ملف المقاتلين الأجانب الذي سيكون حاضراً في المفاوضات، إلى جانب ملفات أخرى مثل تسليم السلاح الكيميائي بشكل كامل، وحظر وجود الأجهزة أو الجماعات والفصائل المسلحة المعادية لإسرائيل. كل ذلك سيكون على طاولة المفاوضات أيضاً”.

تؤكد التقديرات، أن مسألة “السلام مع إسرائيل” تشوبها عقبات عدة، إلّا أن تصريحات الرئيس الشرع، تؤكد أن سوريا ليست بصدد التصعيد مع “إسرائيل” وتتجه نحو تهدئة التوترات على كافة حدودها للوصول إلى مرحلة التعافي الاقتصادي، بعد سنوات من التوترات.

مشاركة المقال: