نريد خطوة إلى الأمام لنعيش بهدوء وسلام، بعيداً عن الضجات الإعلامية والفبركات الفيسبوكية والشائعات المربكة التي تشلّ حركة البلد، وتعرقل عملية الإنتاج والحياة على الأصعدة التعليمية والاقتصادية والاجتماعية. لا نريد لأفراد المجتمع بجميع شرائحه أن يتأثروا بوسائل التواصل الاجتماعي، ولا بجبهات فتنة هدفها إثارة الذعر والقلق والاضطراب عبر بثّ الأخبار الكاذبة بشكّل منمق مبنية على أساس سيناريوهات مدروسة بعناية و تنشرعلى أنها أحداث حقيقية.
هي شائعة واحدة كافية لأن توقف عجلة الحياة وتثير الخوف والبلبلة في نفوس الكثيرين من أبناء الوطن فيلتزمون بيوتهم ويغلقون محالهم ويتقاعسون عن الذهاب إلى أماكن عملهم وكذلك الطلاب عن مدارسهم وجامعاتهم.
عن هذا الموضوع تتحدث مدير المسرح القومي بطرطوس غادة عيسى قائلة: للشائعة أنواع منها المدروسة بهدف تسويق موضوع معين أو جس نبض الشارع حوله، ومنها الشائعة البسيطة سريعة الانتشار من دون غاية يتلقفها الناس كخبر قد لا يكون صحيحاً وينتقل بسرعة البرق من شخص لآخر ويتغير موضوعه أو يتحول إلى منحى آخر بسبب الخوف.
أما بالنسبة لانتشار الشائعات في البيئات التي تعاني من عدم استقرار أمني، أو البلاد التي تعيش فترة انتقال الحكم فتكون مرتعاً لانتشارها ونموها، خاصة وأنه في فترة الانتقال تلك لا يخلو الواقع من حوادث أمنية ويستغل ضعاف النفوس فترة عدم إمساك الدولة بكلّ المفاصل الأمنية وينفذون مخططات جرمية.
وأشارت إلى أنه من هذه الحوادث والأحداث تنطلق الشائعات التي أصلها حقيقي، ولكن فروعها في أذهان ناقليها، فالخبر يصبح شجرة أخبار مما يسبب تفشي الخوف.
كيف نواجه الشائعة ؟!.
كيف نحصن أنفسنا من تأثير الشائعات على الفرد وعلى المحيط من حوله؟!.
تجيب عيسى بالقول: “يأتي دور الدولة بمحاكمة قانونية وعادلة للخاطفين وبشكل علني لنزرع في أذهان الناس أن منطق العدالة سائد ودورنا نحن عدم الاستسلام للشائعة وعدم تجاوز دورنا في الحياة الاجتماعية لكن بكثير من الحذر، مع الاهتمام بشريحة الأطفال الذين من الضروري أن يكونوا تحت كنف الأهل ورعايتهم، وكذلك الشباب الشريحة الأهم والتي تحتاج لمحاكمة الأفكار والإشاعات بمشاركة الأهل، والبحث عن المنطق والحدّ من خطورتها بوضعها في إطارها الحقيقي.
وأوضحت أنه لا يمكن تجاهل أهمية وجود إعلام شفاف وناقل للحدث وتحليله، كما هو الأمرالذي يعطي صورة واضحة وحقيقية عن الشأن العام بالبلد.
أهمية الثقة بالنفس
هي شائعة واحدة محبوكة بدقة قادرة على أن توهن العزيمة وتضعف الجبهة الداخلية وتخلق حالة من الخوف والارتباك- حسب عيسى- وعلى هذا الحال تكون الحاجة ماسة لتعزيز ثقة أبناء الوطن، وخاصة الفئة الشابة بأنفسهم ومقدراتهم والتعويل على طاقاتهم التي يجب ألا تهدر في الانجرارغير الواعي وراء الشائعات المغرضة، والعمل على تفعيل المحاكمة العقلية لديهم تجاه مجريات الأحداث والتي قد يفقدونها للحظة ما بفعل خبر مفبرك الهدف منه إضعاف الثقة بالدولة وكيانها ومؤسساتها.
لذلك فإن تصحيح الأفكارالمغلوطة والقراءة العميقة والمنطقية للأخبار والأحداث ومقاطعتها مع المعلومات الصحيحة على أرض الواقع وتنمية الوعي المجتمعي أمور كفيلة لتجنب الوقوع في براثن الشائعات التي غالباً ما تهدف للنيل من الاستقرار والأمان وزعزعة أمن البلد.