تشهد أسواق الأضاحي في مدينة حمص وريفها حالة من الترقب والتأمل من قبل المواطنين مع اقتراب عيد الأضحى، رغم تحسن نسبي في قيمة الليرة السورية أمام الدولار.
أوضح عدد من مربي الماشية في ريف حمص الشمالي أن سعر كيلو الخروف الحي يتراوح حالياً بين 40 إلى 50 ألف ليرة سورية، بينما تتراوح أسعار الفطيمة (الخراف الصغيرة) بين 28 إلى 40 ألف ليرة لكل كغ. ورغم أنهم أشاروا إلى أن أسعار الأضاحي لم تنخفض بشكل حقيقي، إلا أن هناك اختلافاً في الطريقة التي يتم بها تحديد السعر، إذ أصبحت المعاملة بالليرة السورية أكثر شيوعاً، بعد تحسن طفيف في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار.
وقال إبراهيم ياسين، أحد سكان الريف الشمالي: “الخروف كان العام الماضي بـ60 ألف ليرة للكيلو، لكنه الآن بين 40 و50 ألف، لكن هذا الانخفاض غير ملموس على الواقع بسبب استمرار ارتفاع باقي الأسعار”. وأضاف: “الأهالي تعاني من توفير قوت يومها، فكيف بالأضحية؟ لا توجد مبادرات عامة واضحة، لكن هناك حالات فردية حيث يرسل المغتربون أموالاً لأقاربهم لشراء الأضحية”.
رغم التحسن النسبي في سعر صرف الليرة السورية، فإن القدرة الشرائية للمواطنين تبقى ضعيفة جداً، ويصعب على معظم العائلات شراء الأضحية بمفردها. وأشار ياسين إلى أن “الناس تعاني من توفير المال حتى لتغطية الاحتياجات الأساسية، ولذلك فإن شراء الأضحية يعتمد غالباً على أموال ترسلها العائلات في الخارج”. وأكد أنه “لا توجد مبادرات رسمية واسعة لدعم شراء الأضاحي، لكن الحالات الفردية منتشرة، حيث يرسل المغتربون أموالاً لأهلهم في الداخل ليقوموا بشراء الأضحية وتوزيع لحومها على الفقراء”.
تتركز أسواق بيع الأضاحي في مناطق محددة، مثل سوق الغنم شرق تلبيسة في منطقة السعن، وهو من الأماكن المعروفة بتجمع الباعة ومربي المواشي. كما أن معظم المشترين يكون لديهم مصدر خارجي للتمويل، سواء من خلال زيارة قريب من الخارج أو عبر حوالة مالية.
من جانبه، أكد محمود سليمان، من سكان مدينة حمص، أن “سعر الأضحية هذا العام يتراوح بين 830 إلى 840 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 250 دولاراً تقريباً”، مشيراً إلى أن “التجار ما زالوا يعتبرون الأسعار بالدولار، وهذا يؤثر على الاستقرار، خاصة أن الليرة السورية تحسنت قيمتها نسبياً، لكنها لا تزال ضعيفة على أرض الواقع”.
بدوره، قال محمود البكور، من سكان مدينة تلبيسة بريف حمص: “تتراوح أسعار الأضاحي هذا العام بين 200 و325 دولاراً حسب نوع الماشية ووزنها، ولم تشهد أسعار الأضاحي نفسها ارتفاعاً أو انخفاضاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي، لكن ما تغير هو سعر الصرف، وهو ما أعطى بعض التخفيف للأهالي في حساباتهم المالية”.
رغم وجود مؤشرات تدل على استقرار أو انخفاض طفيف في أسعار الأضاحي مقارنة بالعام الماضي، إلا أن هذه التغيرات لا تعني الكثير بالنسبة للمواطنين الذين يعانون من ضيق ذات اليد وضعف الدخل. ويبقى الدعم الخارجي من المغتربين عاملاً محورياً في تمكين كثير من العائلات من شراء الأضحية في حمص وريفها، مما يعكس مدى استمرار الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على الحياة اليومية والمناسبات الدينية.