الجمعة, 6 يونيو 2025 01:03 PM

القامشلي: انخفاض حاد في أسعار الأضاحي وسط أزمة اقتصادية وتراجع القدرة الشرائية

القامشلي: انخفاض حاد في أسعار الأضاحي وسط أزمة اقتصادية وتراجع القدرة الشرائية

مع اقتراب عيد الأضحى، يشهد سوق الأضاحي في مدينة القامشلي تراجعًا حادًا في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، في ظل ظروف اقتصادية صعبة أثّرت على القدرة الشرائية للأهالي.

أسعار الأضاحي تنخفض إلى النصف

بحسب ما أفاد به التاجر حمادة سنجار، المختص بتجارة الأغنام في القامشلي، لمنصة سوريا 24، فإن أسعار الأضاحي هذا العام انخفضت إلى النصف تقريبًا، بل وأقل في بعض الحالات. فقد كان سعر خروف الأضحية العام الماضي يبلغ حوالي 300 دولار، بينما يُباع هذا العام بـ150 دولار أو أقل. كما تراجع سعر الكبش من 600 إلى 700 دولار في العام الماضي، ليصل اليوم إلى 300 دولار كحد أقصى. أما الأبقار، فقد انخفض سعرها من أكثر من 2500 دولار في عيد الأضحى الماضي، إلى ما بين 800 و1200 دولار هذا العام.

أسباب تراجع الأسعار وضعف الطلب

أوضح سنجار أن هذا الانخفاض لا يعني بالضرورة انتعاشًا في السوق، بل على العكس، فإن الطلب على الأضاحي لا يزال ضعيفًا. ويُعزى ذلك إلى عدة عوامل، من أبرزها قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف والشعير، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة، حيث تعتمد معظم الأسر في القامشلي على الزراعة، والتي تراجعت بشكل حاد هذا الموسم.

أعباء العيد مستمرة رغم انخفاض الأسعار

ومن جانبه، تحدث أبو الحمزة، أحد سكان المدينة، لـسوريا 24 قائلاً: “اشتريت أضحية هذا العام، كبشًا بـ310 دولار. نعم، الأسعار تراجعت مقارنة بالعام الماضي، ولكنها لا تزال مرتفعة بالنسبة لدخل العائلات”. وأضاف: “الوضع الاقتصادي تغير كثيرًا، والأسعار ارتفعت على جميع الأصعدة، من الخضار واللحوم إلى مستلزمات المنزل”.

تضامن اجتماعي للتغلب على الظروف

أشار أبو الحمزة إلى أنه لم يتمكن من شراء أضحية العام الماضي بسبب ارتفاع أسعارها حينها، حيث بلغ سعر الكبش أكثر من 500 دولار. لكنه هذا العام استطاع تأمين الأضحية بمساعدة ابنه المقيم في لبنان. وقال: “صحيح أن السعر هذا العام أقل، لكن القدرة الشرائية انخفضت، وما زال الكثير من الناس غير قادرين على شراء الأضحية”. كما لفت إلى أن بعض العائلات لجأت إلى شراء الأضحية بشكل جماعي وتقاسمها، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

أمل محدود في ظل واقع اقتصادي مرير

في ظل هذه المعطيات، يعكس تراجع أسعار الأضاحي في القامشلي واقعًا اقتصاديًا مريرًا، إذ لم يعد انخفاض الأسعار وحده كافيًا لتخفيف العبء عن كاهل الأهالي، ما يستدعي مزيدًا من الدعم والمساندة لتأمين الحد الأدنى من طقوس العيد ومظاهره.

مشاركة المقال: