مع اقتراب عيد الأضحى، تشهد أسواق مدينتي رأس العين وتل أبيض حركة ضعيفة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث فرضت الأوضاع الاقتصادية المتردية نفسها على تحضيرات الأهالي. ووفق رصد عنب بلدي، اقتصرت مشتريات العيد على الضروريات، وسط ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية.
في جولة لعنب بلدي في أسواق رأس العين وتل أبيض، يتراوح سعر ملابس الأطفال بين 175 ألف ليرة سورية و250 ألف ليرة سورية، وتتراوح أسعار الأحذية بين 60 و120 ألف ليرة (الدولار يقابل 9300 ليرة). ويبلغ سعر الكنزة قياس رجالي 95 ألف ليرة، في حين يتراوح سعر البنطال الرجالي العادي بين 100 و150 ألف ليرة سورية، وفقًا للجودة.
أما أسعار الحلويات، فتختلف بحسب النوعية، إذ تتراوح أسعار السكاكر العادية بين 20 ألف ليرة سورية و45 ألفًا للكيلوغرام، بينما يبلغ سعر كيلو الراحة السادة 22 ألف ليرة، والمحشوة بالفستق الحلبي 55 ألف ليرة. وتُباع الشوكولا المرّة بـ60 ألف ليرة للكيلو، والبسكويت بـ25 ألف ليرة، في حين يبدأ سعر المعمول من 26 ألفًا ويصل إلى 40 ألف ليرة سورية للكيلو، بحسب الجودة والمكونات المستخدمة.
تحضيرات متواضعة
اضطر علاء القاطع (55 عامًا) في مدينة تل أبيض إلى بيع رأسي غنم من أصل عشرة يمتلكها بمبلغ لا يتجاوز مليوني ليرة سورية، لتأمين ألبسة عيد الأضحى لأطفاله الخمسة. قال علاء لعنب بلدي إنه لم يتمكن من شراء ملابس لأطفاله الخمسة في عيد الفطر قبل نحو شهرين، بسبب عدم قدرته المالية، ووعدهم بالشراء في عيد الأضحى.
أما مروة العزام (43 عامًا) من مدينة رأس العين، فاقتصرت مشترياتها هذا العام على كيلوغرام من الحلوى وكيلوغرامين من البسكويت المغلف، وذلك بسبب انخفاض دخل زوجها الذي لا يتجاوز 800 ألف ليرة سورية شهريًا. وقالت مروة لعنب بلدي، إن تحسن الليرة أمام الدولار لم ينعكس بشكل إيجابي على قدرتها الشرائية، حيث بقيت الأسعار مرتفعة مقارنة بالدخل المحدود. وأضافت أن الظروف الاقتصادية المتردية أجبرتها على تقليل مصاريف العيد إلى أبسط الحدود، والاقتصار على الضروريات فقط، وذكرت أنها حضّرت بعض الحلويات في المنزل لتعويض النقص وتقليل التكاليف.
وكان قسم من سكان تل أبيض ورأس العين يلجأون كل عام إلى الجمعيات والمنظمات الخيرية لتوفير حلويات العيد والألبسة، لكن هذا العام توجهت غالبية هذه المنظمات والجمعيات إلى المحافظات الأخرى.
إقبال محدود
عمر سلطان، صاحب عدة متاجر لبيع الملابس والحلويات في تل أبيض، قال لعنب بلدي إن حركة الشراء خلال تحضيرات عيد الأضحى هذا العام لم تكن كما هو متوقع، رغم التحسن الملحوظ في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار. وأوضح أن الزبائن ركزوا مشترياتهم هذا العام على ألبسة الأطفال وبعض القطع الضرورية، في حين تراجع الطلب على الألبسة الأخرى بسبب الأوضاع الاقتصادية وتراجع الدخل.
أما في ما يخص الحلويات، فقد فضلت معظم العائلات أصنافًا رخيصة مثل بسكويت “البرشام”، الذي لا يتجاوز ثمن الكيلوغرام الواحد 10 آلاف ليرة، بينما بقي الإقبال ضعيفًا على الأنواع الفاخرة.
ويرى سلطان أن الإقبال على تحضيرات العيد اقتصرت على أصحاب المشاريع التجارية المتوسطة والمزارعين الذين استخدموا مصادر الطاقة الشمسية في زراعة محاصيلهم، حيث ساعدهم ذلك في خفض التكاليف وزيادة دخلهم، مما منحهم قدرة شرائية أكبر مقارنة ببقية السكان.
حملة لضبط الأسواق
المتحدث باسم المجلس المحلي في رأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن المجلس أطلق حملة واسعة لضبط الأسواق منذ أسبوع، بهدف تنظيم حركة البيع والشراء قدر الإمكان. وذكر أن المجلس المحلي سيواصل العمل على مدار الساعة لمراقبة الأسواق، والتأكد من التزام أصحاب المحال بالتسعيرة المحددة.
وأضاف أن المجلس سجّل خلال أسبوع واحد 20 مخالفة بحق أشخاص فرضوا أرباحًا تجاوزت 25% على السلع، مؤكدًا اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم. وأشار إلى أن المجلس المحلي خصص رقمًا للتواصل خلال هذه الفترة لتلقي الشكاوى والعمل على معالجتها بشكل فوري، حرصًا على حماية المستهلك وضمان استقرار الأسعار.
وتعتمد رأس العين وتل أبيض بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، ما يضيق مجالات العمل، ويحد من توفر وظائف متنوعة للسكان، كما أثر ضعف البنية التحتية والخدمات مع ضيق المساحة في قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات، وأسهم كل ما سبق في ضعف القدرة الشرائية للسكان.