تشهد أسعار الفواكه والخضار ارتفاعًا حادًا في أسواق الشمال السوري، في ظل تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، بالتزامن مع موسم تخزين بعض الأصناف. يفاقم هذا الوضع الصعب التحديات التي تواجه سكان المنطقة المنكوبة، والتي تعاني من دمار واسع وركود اقتصادي حاد.
أفاد مراسل حلب اليوم بأن سعر الكيلو الواحد من المشمش وصل إلى ما بين 40 و 50 ليرة تركية، مما يجعل تكلفة صنع المربى باهظة بسبب ارتفاع أسعار السكر. كما يتجاوز سعر كيلو ورق العنب المخصص لطبخ اليبرق حاجز 100 ليرة تركية، وقد يصل إلى 130 ليرة حسب الجودة. ويبلغ سعر كيلو حب البازلاء الخضراء غير المجففة حوالي 70 ليرة، والفول حوالي 50 ليرة، والزعتر الأخضر 100 ليرة تركية على الرغم من انخفاض جودته هذا العام. ويتراوح سعر كيلو الثوم البلدي بين 25 و 35 ليرة.
أوضح أبو محمود العبد، وهو تاجر خضار في إدلب، أن السبب الرئيسي للارتفاع هو نقص الإنتاج، حيث تراجع الإنتاج الزراعي في سوريا بشكل كبير بسبب الحرب، وخاصة في هذه المنطقة التي شهدت تهجيرًا للسكان والاستيلاء على الأراضي، بالإضافة إلى الجفاف الذي يضرب المنطقة هذا الموسم.
تضاف إلى ذلك زيادة تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية والمحروقات وكلفة النقل، وسط تدهور البنية التحتية.
يؤكد المراسل أن هذا الوضع يزيد من الأعباء المالية على الأسر السورية، وخاصة الأسر ذات الدخل المحدود والأسر التي تكافح للعودة من رحلة التهجير الطويلة، في ظل ارتفاع معدلات الفقر وتراجع الأمن الغذائي.
يرى العبد أن الحل يكمن في دعم الحكومة للإنتاج الزراعي من خلال توفير مستلزماته بأسعار معقولة، مثل الأسمدة والمبيدات، وعلى رأسها توفير مياه الري.
لا يقتصر ارتفاع الأسعار على الخضار والفواكه، بل يشمل أيضًا الحليب، مما انعكس على أسعار منتجات الألبان. يتجاوز سعر كيلو لبن الغنم 50 ليرة تركية، وذلك في موسم صنع "الدبيركة" التي تُخزن للشتاء، كما يتجاوز سعر كيلو الجبن 100 ليرة، مما دفع الكثيرين إلى الامتناع عن شرائه، على الرغم من أن هذه الأيام يفترض أن تكون موسمًا لتخزينه.
شهد الصيف الماضي ارتفاعًا في أسعار العديد من المواد الغذائية، وخاصة الخضروات، في شمال غربي البلاد، بسبب تعرض المنطقة لموجات حر متتالية أضرت بالمواسم الزراعية التي عانت من كثرة الأمراض والحشرات الناتجة عن تقلبات الطقس، بالإضافة إلى الحرارة الشديدة. إلا أن الأسعار هذا الصيف تتجاوز الأسعار السابقة بفارق كبير قد يصل إلى الثلث في المتوسط.
