د. ريم حرفوش: لا تسأل عني بعد الآن.. تم اقتيادي من شارع مجهول إلى نفق معتم.. معصوبة العينين لكني أشعر بأنفاس الكثيرات حولي.. روائح الرطوبة والعفونة والطائفية.. أسيرات في اسطبل الذكورية الجاهلية الوحشية.. بين أذان وٱذان.. أنين مكتوم وجسد عارٍ ٱخر يهوي.. لا شئ هنا يستفزّ الكرامات فالرجال قليل.. في أعماقي كل يوم تُقتل امرأة.. ويسقط معها ألف رجل ورجل.. على جلودنا وشم الاستعباد.. والقوم بين تصفيق وتهليل.. يتبادلون الأنخاب.. يتابعون ذبح خريطة الوطن بين أقلية وأكثرية.. ستلاحقنا لعنة من ماتوا ظلماً وقهراً.. حتى يوم القيامة.. الإله مابين كفرنا والإلحاد.. توقف عن سماع صوت الاستنجاد.. والحقيقة ضمير مستتر مستهلك لكثرة المظلوميات و التجييش والإنكار.. كيف سأصل إليك لأقول لك أحبك وأهرب ضاحكة.. تبقى تائهاً وسط احتراق لفافات تبغك وحرارة العناق.. يغتالك الاشتياق.. تتبارى أصابعك بلهفة للاتصال.. ماكان اسمي.. مجنونتي عمري حبيبتي.. نقطة أم إشارة استفهام.. خارج التغطية.. خارج الخدمة.. لا تتصل.. اليوم..ولا غداً.. مع كل جسد هوى.. كنت أتمتم صلواتي وأقول أحبك.. ملايين المرات ربما قلتها.. حتى توقف العد.. كان الأذان الأخير.. حيث مات هنا كل شئ.. أنا وأنت.. حتى الوطن….
(اخبار سوريا الوطن ٢-صفحة الكاتبة)