في قسم الأدب الإنجليزي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة “دمشق“، يواجه الطلاب صعوبات في استيعاب المنهاج الدراسي. يشتكي الطلاب من الفجوة بين مستوى اللغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية ومستوى الأدب الإنجليزي الكلاسيكي في الجامعة.
تقول رهف النجار، طالبة في السنة الثالثة، إن المشكلات بين الطلاب والأساتذة لا تنتهي بسبب عدم قدرة الطلاب على فهم تعقيدات اللغة والمنهاج، وافتراض الأساتذة بأن الطلاب متمكنون من اللغة.
منهاج "غير متدرج" يصدم الطلاب
تضيف رهف أنها اختارت قسم اللغة الإنجليزية بشغف، لكنها صُدمت بمنهاج دراسي "غير متدرج" يبدأ مباشرة بنصوص شعرية كلاسيكية من الأدب البريطاني والأمريكي، بالإضافة إلى تحليل الشعر والنصوص الأدبية وتفكيك قواعدها اللغوية المعقدة. وتتساءل رهف عن فائدة تحليل نصوص من العصر الإليزابيثي دون شرح كاف في المحاضرات، وما إذا كانت هذه النصوص ستفيدهم بعد التخرج، مؤكدة أن سوق العمل يتطلب مهارات اللغة والترجمة.
يطالب طلاب قسم اللغة الإنجليزية بتعديل المنهاج ليتناسب مع مستوياتهم اللغوية وسوق العمل، والاستعانة بوسائل تعليمية تفاعلية، وفصل تحضيري لدراسة المهارات اللغوية قبل البدء بدراسة الأدب والشعر.
دورات اللغة "عبء إضافي"
يلجأ معظم طلاب اللغة الإنجليزية إلى دورات متعددة لتجاوز المنهج الدراسي وتطوير مهاراتهم اللغوية. تضطر لبانة الحاج، الطالبة في السنة الرابعة، للعمل لتأمين تكاليف حضور جلسات امتحانية ودورات لاكتساب مهارات اللغة. وتعتبر دورات المعاهد الخاصة "عبء إضافي" على مصاريف الطلبة، لكنهم لا يستطيعون اجتياز اختبارات الكلية أو اكتساب لغة تؤهلهم لسوق العمل بدونها. تتجاوز أقساط معاهد اللغات في سوريا 900 ألف ليرة سورية شهريًا، أما دورات مناهج قسم الأدب الإنجليزي فتصل إلى 150 ألف ليرة سورية للجلسة الواحدة.
خطة دراسية جديدة قيد الإعداد
أكد عميد كلية الآداب في جامعة “دمشق”، الدكتور علي اللحام، أن الكلية في طور إعداد خطة دراسية جديدة لرفعها لوزارة التعليم العالي، تأخذ بالحسبان الاستجابة للاحتياجات المتنوعة للطلاب وسوق العمل. وأشار إلى أن المعهد العالي للغات في جامعة “دمشق” يقدم دورات في اللغات بأسعار رمزية. وأضاف أن أقسام الأدب معنية بتدريس الأدب، علمًا أن أكثر من 60% من مواد القسم تركز على المهارات المطلوبة لسوق العمل.
يذكر أن جامعة “دمشق” تقدمت 617 مرتبة سنوية في تصنيف “الويبومتريكس” العالمي للعام 2025، وأصبحت في المرتبة 2424 من أصل 32000 جامعة ومركز بحثي. كما دخلت جامعة “دمشق” للمرة الأولى ضمن تصنيف “التايمز”.