نجحت الحكومة السورية في تفكيك شبكات تهريب الكبتاغون عبر الحدود مع لبنان، والتي كانت تنشط بها مجموعات مرتبطة بحزب الله. بينما يحاول حزب الله استعادة نشاطه في المنطقة، يشدد الجيش السوري والسلطات اللبنانية الرسمية الرقابة على الحدود.
أفاد تقرير لصحيفة "الإندبندت" البريطانية بأن سوريا تمكنت من ضبط الحدود مع لبنان وتفكيك معامل الكبتاغون، رغم استمرار محاولات تهريب الأسلحة لحزب الله. وأظهرت السلطات السورية الجديدة "إصرارا واضحا على إنهاء الفوضى الأمنية السابقة، عبر إجراءات ميدانية صارمة".
شملت الإجراءات "تفكيك معامل لإنتاج الكبتاغون في ريف حمص وجنوب سوريا، وضبط شحنات سلاح من مستودعات مهجورة متجهة إلى لبنان، وتوقيف عناصر أمنية سابقة ومهربين على صلة بحزب الله، وتنفيذ مسح شامل للمناطق الخارجة سابقا عن سيطرة الدولة".
ويرى التقرير أن هذه الخطوات "ترجمة لرغبة حقيقية في بناء علاقة متوازنة مع لبنان والمجتمع الدولي، وقطع العلاقة مع الميليشيات العابرة للحدود".
من جانبها، تؤكد الأجهزة الرسمية اللبنانية أنها حققت تقدما ملحوظا في مراقبة المعابر غير الشرعية، وسجلت إنجازات في إقفال ممرات تهريب في البقاع الشمالي، ومداهمة مستودعات أسلحة في مناطق الهرمل والقصر، وتعزيز التنسيق بين الجيش والجمارك على الحدود الرسمية، وضبط شحنات ذخيرة مخبأة ضمن شاحنات تجارية.
لا تزال محاولات تهريب الأسلحة إلى حزب الله مستمرة، حيث أعلنت دمشق مؤخرا عن إحباط شحنة ضخمة كانت متجهة إلى لبنان، وتبين أن هذه الأسلحة تعود لمخازن قديمة للحزب خلفها وراءه بعد انسحابه من مواقع عدة في سوريا. ويشير التقرير إلى الجهود المكثفة التي تبذلها السلطات السورية الجديدة لضبط الحدود مع لبنان.
تحدثت الصحيفة عن "سباق مفتوح بين الدولة اللبنانية والسورية من جهة، وشبكات ميليشياوية منظمة من جهة أخرى"، مع استمرار "تفكيك البنية التهريبية بين سوريا ولبنان". وتفيد المعلومات بأن وحدات من قوى الأمن الداخلي نفذت عملية مداهمة دقيقة استمرت أياما في منطقة غرب العاصي بريف حمص الجنوبي المحاذية لبلدات شمالية شرقية في لبنان.
أسفرت العملية عن ضبط أسلحة تشمل بنادق رشاشة وقذائف صاروخية وصواريخ غراد قصيرة المدى، تمت مصادرتها قبل وصولها إلى وجهتها. وتعد هذه العملية جزءا من سلسلة تحركات أمنية تهدف إلى تفكيك البنية التهريبية التي طالما استخدمها حزب الله في نقل السلاح عبر المعابر غير الشرعية. ويقول متابعون إن الحزب، الذي تراجع وجوده العسكري العلني في سوريا، يسعى لاستعادة سلاحه من مستودعات مهجورة خلفها وراءه في مناطق انسحب منها.
يذكر أن الحكومة السورية اتفقت مع عمّان على تنسيق الجهود لضبط الحدود المشتركة ووقف عمليات التهريب.