أعلن تنظيم «داعش»، الخميس، عن تنفيذه «أول هجوم» ضد القوات الحكومية السورية الجديدة منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. يشير هذا الإعلان إلى أن التنظيم يسعى لاستغلال الفترة الانتقالية في سوريا لإحياء نشاطه وإعادة بناء خلاياه، رغم الضربات الاستباقية التي وجهتها له حكومة دمشق في الأشهر الماضية.
أفاد موقع «سايت» بأن «داعش» تبنى تفجير «عبوة ناسفة» زعم أن عناصره زرعوها في «آلية للنظام السوري المرتد» في محافظة السويداء الجنوبية. ويوضح هذا التوصيف أن «داعش» يعتبر الحكومة السورية الجديدة «مرتدة»، على الرغم من أنها منبثقة عن جماعات إسلامية قادت إطاحة نظام الأسد.
ذكر موقع «سايت» أن هذا «أول هجوم» يتبناه التنظيم ضد قوات الحكومة السورية الجديدة، بينما تحدثت تقارير عن مقتل شخص وإصابة 3 عناصر من الجيش السوري في تفجير لغم يوم الأربعاء.
من جهته، أفاد موقع «السويداء 24» نقلاً عن مصدر في «حركة رجال الكرامة» بوقوع انفجار صباح الخميس على طريق عريقة نجران بريف السويداء الغربي، مما أدى إلى إصابة سيارة إسعاف بأضرار. وأوضح المصدر أن الانفجار نتج عن «عبوة ناسفة سلكية تزن عدة كيلوغرامات، زُرعت حديثاً بهدف الاستهداف العشوائي لأول سيارة تعبره»، واصفاً الحادث بـ«العمل الإرهابي». يُرجح أن هذا الانفجار في السويداء يختلف عن الانفجار الذي تبناه «داعش» والذي يفترض أنه وقع الأربعاء.
في سياق متصل، هاجم تنظيم «داعش» الرئيس السوري أحمد الشرع في افتتاحية صحيفته «النبأ»، وحض المتشددين الأجانب على الانضمام لصفوفه، مشيراً إلى وجود «سرايا تنتشر بينكم في الأرياف والأطراف» السورية. يأتي هذا الهجوم في ظل حملة تقودها قوات الشرع على خلايا «داعش» التي تحاول إحياء نشاط التنظيم.
في مايو (أيار) الحالي، وزعت وزارة الداخلية السورية صوراً لأعضاء في خلية «داعشية» أُلقي القبض عليهم في أحياء حلب الشرقية، موضحة أن «الخلية تورطت في استهداف عناصر أمن عام واستشهاد أحدهم»، وضُبط بحوزتهم أسلحة وعبوات ناسفة وستر تفجيرية.
وقبل ذلك، أعلن قائد الأمن الداخلي في ريف دمشق عن القبض على عدد من أفراد «داعش» وضبط كميات من الأسلحة، بما في ذلك قواعد صواريخ وعبوات ناسفة وسترات انتحارية، كانوا يمارسون نشاطهم في مناطق الغوطة الغربية.
في مطلع العام الحالي، فككت القوات السورية الحكومية خلية للتنظيم كانت تحضر لتفجير مقام ديني شيعي في ضواحي دمشق.
يترافق تصاعد المواجهات بين خلايا «داعش» وقوات الأمن السورية مع محاولات التنظيم لاستهداف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شرق وشمال شرقي سوريا. وكانت «قسد»، بدعم من تحالف دولي، قد هزمت تنظيم «داعش» في ربيع عام 2019 في معقله الأخير في الباغوز.
منذ ذلك التاريخ، انحصر نشاط «داعش» وتحول إلى خلايا متفرقة تنشط في مناطق مختلفة، بما في ذلك البادية السورية ومدن وبلدات أخرى. قُتل عدد من أمراء «داعش» في سوريا في السنوات الماضية، بمن فيهم الزعيم الأول للتنظيم أبو بكر البغدادي.