دمشق-سانا: استضافت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق الندوة السادسة للتراث الشعبي تحت عنوان "سوريا المستقبل بين التراث والحداثة". ركزت الندوة على أهمية التراث كإرث ثقافي وتاريخي يشكل الركيزة الأساسية للحضارة السورية، وضرورة صونه وتفعيله في إطار التنمية المستدامة. وقد حضر الندوة نخبة من الأكاديميين والمفكرين.
أشار عميد الكلية الدكتور علي أحمد اللحام إلى أن العلاقة بين التراث والحداثة هي علاقة جدلية معقدة، ولكنها قائمة على حوار دائم. وأوضح أن الحداثة ليست قطيعة مع الماضي، بل هي امتداد له في سياق تطويري. وأكد على أهمية التوازن بين الأصالة والمعاصرة لصياغة هوية وطنية متجددة تحترم الجذور وتستجيب لمتطلبات الحاضر.
قدم الدكتور قاسم الربداوي مداخلة بعنوان "دور التراث العمراني في التنمية السياحية بمحافظة درعا"، تناول فيها الإمكانات الكبيرة للمواقع التراثية في تعزيز السياحة وتحقيق عوائد مالية وتشغيلية. ودعا إلى ترميم المواقع المتضررة بفعل الأحداث الأخيرة بما يعيد الجذب السياحي إلى المحافظة التي تزخر بتاريخ غني.
أما الدكتور سعيد الحجي فتناول في مداخلته "إدارة وحفظ التراث الثقافي في سورية"، وأكد على أهمية إنشاء إدارات متخصصة ضمن المديرية العامة للآثار والمتاحف، تعنى بحماية المواقع الأثرية والموروث اللامادي. وشدد على تطوير البنية الإدارية والثقافية للمواقع والمتاحف لتواكب المعايير العالمية، وفتح أبواب المتاحف أمام الزوار، وتشجيع البعثات الأثرية وتعزيز النشاط البحثي والعلمي لتسجيل المواقع على لائحة التراث الوطني.
من جهتها، أكدت الدكتورة أمل دكاك، مديرة ماجستير التراث الشعبي في جامعة دمشق، على أهمية توعية الشباب بتراثهم المادي وغير المادي بوصفه ركيزة للهوية الوطنية، في ظل قيادة جديدة تسعى لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للإنسان السوري.
كما تناول الدكتور محمد العبد الله، عميد كلية الآداب في فرع القنيطرة، الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للجولان، مستعرضاً تاريخ المنطقة وغناها الطبيعي، وأهم المواقع الأثرية فيها، مثل بانياس وجباتا الزيت، فضلاً عن ثرواتها المعدنية والطبيعية التي تجعل منها محوراً تنموياً بالغ الأهمية.
أما الدكتور بلال عرابي فوجد أن العلاقة بين التراث والمستقبل هي علاقة تفاعل مستمر، إذ لا يمكن بناء مستقبل مستقر دون الارتكاز إلى الماضي، داعياً إلى صياغة صفحة وطنية جديدة تشاركية وشاملة لكل أطياف المجتمع السوري.
وتتواصل الفعالية حتى يوم غد الإثنين عبر جلستين تناقشان دور الإعلام في حفظ التراث، وأثر التغطية الإعلامية في الترويج له، إلى جانب محاور تشمل التراث الفلسطيني، وكنوز المكتبة الظاهرية، والفنون الأدائية، والانتقال من التدوين إلى الرقمنة في إطار بناء سوريا حرة وحديثة تنهض بثقافتها وهويتها الحضارية وغيرها.