تواجه مدينة حلب وريفها أزمة صحية وبيئية متفاقمة، حيث يهدد الانتشار الكثيف للبعوض وحشرة اللشمانيا حياة الآلاف، خاصة الأطفال. يأتي هذا في ظل أزمات متراكمة في البنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية.
في الأحياء الشرقية من حلب، مثل الشعار وكرم الجبل وطريق الباب والصاخور، يشكو السكان من تراكم القمامة وغياب حملات النظافة والرش الوقائي. تحولت هذه المناطق إلى بؤر لتكاثر البعوض والحشرات التي تنقل الأمراض الجلدية، مما يزيد من معاناة الأطفال الذين يفتقرون إلى الرعاية الطبية.
يقول أبو محمد الخليل، من سكان حي طريق الباب: "نعيش في رعب كل ليلة، البعوض يملأ المنازل، والأطفال يصرخون من الحكة والطفح الجلدي. لا كهرباء لتشغيل المراوح، ولا مياه نظيفة للاستحمام، والأدوية باهظة أو مفقودة".
وفي ريف حلب الجنوبي، يعاني الأهالي في قرى مثل الزربة وتل حدية وعبطين من غزو شامل للبعوض والذباب، وسط ارتفاع درجات الحرارة وغياب جهود الرش والتعقيم. يؤكد أبو أحمد من سكان قرية الزربة: "لم نعد قادرين على المكوث في منازلنا، ننام خارجًا ثم نعود لنحمل أبناءنا إلى المستشفيات بسبب لدغات الحشرات. بعض العائلات بدأت فعليًا بالنزوح إلى مناطق أقل تلوثًا".
تشير مصادر محلية إلى ارتفاع ملحوظ في الإصابات بحبة حلب (اللشمانيا) خلال الشهرين الماضيين، خاصة في المناطق التي تفتقر للخدمات. تسبب هذه الحشرة الطفيلية تقرحات جلدية مؤلمة قد تستمر لأشهر إن لم تُعالج.
تعاني أحياء شرق حلب من غياب المياه النظامية وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، مما يحد من قدرة الأهالي على تنظيف منازلهم أو تشغيل أجهزة تبريد وطرد للبعوض، مما يزيد من سوء الوضع الصحي.
يطالب الأهالي الجهات المحلية والمنظمات المعنية بإطلاق حملات فورية لمكافحة الحشرات، وتوفير الأدوية والمبيدات، وإطلاق حملات نظافة عاجلة، خاصة في الأحياء المكتظة والقرى المتضررة.