أعلنت مجموعة العمل التركية-الأمريكية المشتركة بشأن سوريا عن رفع مستوى التعاون بين أنقرة وواشنطن بهدف الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وأكد بيان صدر عقب اجتماع المجموعة في واشنطن، ونشرته وكالة "الأناضول" التركية، أن أنقرة وواشنطن تتشاركان رؤية "سوريا مستقرة ومتعايشة بسلام مع نفسها وجوارها".
أشار البيان إلى عزم تركيا والولايات المتحدة على زيادة التعاون والتنسيق بشأن الاستقرار والأمن في سوريا، وذلك في الإطار الذي حدده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. وناقش الوفدان الأولويات المشتركة تجاه سوريا، بما في ذلك رفع العقوبات بما يتماشى مع تعليمات ترامب، ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره.
من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن استضافت وفدًا تركيًا، مؤكدة على إدراك البلدين لأهمية الحفاظ على وحدة أراضي سوريا. وأضافت أن سوريا المستقرة والموحدة، والتي لا توفر ملاذًا آمنًا للتنظيمات الإرهابية، ستدعم الأمن والازدهار الإقليميين.
وكانت وكالة "الأناضول" قد نقلت عن مصادر في الخارجية التركية أن اجتماعًا سيعقد في واشنطن لبحث أولويات تركيا والولايات المتحدة في سياساتهما تجاه سوريا، بالإضافة إلى فرص التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمام مجلس الشيوخ الأمريكي: "ليس لدينا سفارة في سوريا. إننا نعمل انطلاقًا من تركيا، ولكن علينا مساعدتهم. نريد مساعدة تلك الحكومة على النجاح، لأن البديل هو حرب أهلية شاملة وفوضى، ما سيؤدي، بطبيعة الحال، إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها".
كما أشارت شبكة "CNN" الأمريكية إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية ستصدر "على الأرجح" تراخيص عامة لسوريا، تغطي نطاقًا واسعًا من الاقتصاد، وهو أمر بالغ الأهمية لإعادة الإعمار في الأسابيع المقبلة. وتجري إدارة ترامب حاليًا مراجعة فنية معقدة للعقوبات، ومن المتوقع أن تستغرق أسابيع.
وأوضحت الشبكة أن بعض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة عارضوا توجه ترامب نحو رفع العقوبات، حيث أبدت إسرائيل معارضتها لهذه الخطوة.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق قراره رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، بعد مناقشة هذا الأمر مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي. وأعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن وزارته تتخذ خطوات لتخفيف العقوبات بهدف استقرار الوضع ومساعدة سوريا على التحرك نحو السلام.