مالك صقور: كتبت مرارًا عن العار الذي يلحق بالأمتين العربية والإسلامية، لكن اليوم، العار يلف البشرية جمعاء. البشرية التي فقدت إنسانيتها أمام مشهد غزة الذبيحة.
صحيح أن ظلم ذوي القربى لا يضاهيه ظلم، لكن تخلي العرب والمسلمين عن قضيتهم سمح للآخرين بالتخلي عن فلسطين أيضًا. ما يحدث في غزة منذ سنة وثمانية أشهر هو إبادة جماعية وتجويع حتى الموت. من لم يمت جوعًا وعطشًا ومرضًا، يموت بالقصف تحت الردم.
إذا كان للعرب والمسلمين آذان صماء، فما بال العالم من حولنا؟ العالم "الحر" و"المتمدن" الخاضع للهيمنة الصهيونية والإمبريالية لا يحرك ساكنًا، بل لا يريد. أين الدول التي تزعم كسر عصا الطاعة وإلغاء هيمنة القطب الواحد؟ أين روسيا والصين؟ أليس بوسعهما إيقاف هذه المأساة؟ على الأقل، إنذار واحد لحاكم الكيان الصهيوني لإنقاذ إنسانية الإنسان.
هل يعقل أن مجرم حرب سادي يتحدى العالم كله؟ أم أن حاكم أمريكا يتلذذ بمشهد الدم وقتل الأطفال؟ هل مات الضمير والنخوة والمروءة؟ لم يبق سوى اليمن ينجد أطفال غزة. سيسجل التاريخ ذلك، وسيكون شاهدًا على قبح المتخاذلين.
أذكر الجميع بالإنذار السوفييتي الشهير لبريطانيا وفرنسا وإسرائيل أثناء العدوان الثلاثي على مصر. إنذار الماريشال بولغانين لم يوقف الحرب فحسب، بل هزم المعتدين وانتصرت مصر. وأذكر بموقف خورتشوف في الأمم المتحدة عندما ضرب بحذائه المنصة مهددًا العالم.
اليوم، انتصرت مصالح الدول الكبرى على حساب الشعوب. تبين أنه في سياسة الدول الكبرى، لا مبادئ ولا دين ولا أخلاق. وتبقى غزة بأطفالها وشيوخها ونسائها ودمائها، تستصرخ ما تبقى من الضمير العالمي لإيقاف هذه المجازر والإبادات الجماعية.