تبادلت إيران وإسرائيل إطلاق الصواريخ والغارات الجوية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، في تصعيد خطير يأتي بعد أكبر هجوم إسرائيلي على إيران يهدف إلى منعها من تطوير سلاح نووي.
أعلنت إسرائيل عن إصابة سبعة من جنودها بجروح طفيفة نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية الليلية. وذكر متحدث عسكري أن الجنود عادوا إلى منازلهم بعد تلقي العلاج في المستشفى. وشملت منطقة وسط إسرائيل مدينة تل أبيب، حيث تقع وزارة الدفاع ومقر قيادة الجيش.
دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس، ولجأ السكان إلى الملاجئ مع انطلاق موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية. وأكد الجيش الإسرائيلي تفعيل أنظمة الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ.
أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين أن الجيش يشنّ هجمات على مواقع عدّة في إيران، معتبراً أن "طهران لم تعد محصنة، إذ خلقنا حرية عمل جوية والطريق إلى إيران أصبح مفتوحاً أمامنا". وأضاف: "سنجري تقييماً للموقف بعد الهجمات الإيرانية الأخيرة وسنصل إلى كل مكان مطلوب منا من أجل الدفاع عن إسرائيل".
أشار ديفرين إلى استهداف مبنى ومختبرات لتخصيب اليورانيوم ومنشأة نووية إيرانية في أصفهان، بهدف منع إيران من تطوير أسلحة نووية. ولم يتم تحديد موعد لإعادة فتح المجال الجوي الإسرائيلي، ودعا الإسرائيليين إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية وعدم تصوير الأماكن المتضرّرة.
أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بمقتل رجل وامرأة وإصابة العشرات بعد سقوط صاروخ قرب منازلهم. وتفتّش فرق الإنقاذ بين أنقاض مبانٍ سكنية دمّرت في ريشون لتسيون. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي من أن القيادة الإيرانية تجاوزت خطاً أحمر باستهداف المدنيين، وأنها "ستدفع ثمناً باهظا مقابل ذلك".
من جهة أخرى، ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن صاروخاً أطلقه الحوثيون من اليمن تسبب في إصابة خمسة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
في المقابل، أعلنت قوات الدفاع الجوي الإيراني أنها تمكنت من استهداف وإسقاط مقاتلة من طراز F-35 تابعة للجيش الإسرائيلي في أجواء غرب البلاد. وذكرت وكالة "تسنيم" أنه تم استهداف الطائرة بدقة وإسقاطها بنجاح، وأن مصير الطيار لا يزال مجهولاً.
سُمع دوي انفجارات عدّة في العاصمة طهران، وسقط مقذوفين على مطار مهرآباد. ووقعت انفجارات عدّة متتالية داخل معسكر الإمام حسن في منطقة ماهي دشت بمحافظة كرمانشاه.
أدت الهجمات الإسرائيلية على إيران إلى مقتل ما لا يقل عن 78 شخصاً، بينهم مسؤولون عسكريون كبار. وأفادت "تسنيم" بتعرّض أجزاء من مدينة أشترينان لقصف إسرائيلي، وإصابة أحد مصانع السيارات في المنطقة. وأشار مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة إلى إصابة ما يربو على 320 شخصاً معظمهم مدنيّون.
أثارت الضربات الإسرائيلية والرد الإيراني عليها مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
