شنّ الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة ضربة جوية استباقية استهدفت أهدافًا عسكرية ونووية إيرانية، في حين توعدت طهران تل أبيب برد قوي وصارم.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "الأسد الصاعد" عبر هجوم استباقي دقيق ومتكامل لضرب برنامج إيران النووي، استنادًا إلى معلومات استخبارية، وردًا على العدوان المستمر من إيران ضد إسرائيل، مستهدفًا عشرات الأهداف من منشآت عسكرية ومقار قيادية في العمق الإيراني، ما أسفر عن مقتل قياديين بارزين وعدد من العلماء النوويين، إضافة إلى تدمير رادارات وقواعد صواريخ ومنشأة نطنز النووية.
أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مفاعل نطنز، المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، وأفاد بأن الدفاعات الجوية الإيرانية تعمل بكامل طاقتها بعد الانفجارات، مشيرًا إلى توقف حركة الملاحة في مطارات البلاد الرئيسية.
عقب الغارات، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل بمواجهة تداعيات قاسية بعد الهجمات الواسعة على إيران، وقال: "مع هذه الجريمة خط الكيان الصهيوني لنفسه مصيرًا مريرًا ومؤلمًا وسيناله بالتأكيد".
بدوره، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن رد إيران المشروع والقوي سيجعل إسرائيل تندم على فعلتها، وحث الإيرانيين على الثقة في قيادتهم والوقوف إلى جانبها.
ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران ستنسحب بشكل كامل ورسمي من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.
شدد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي على أن القوات المسلحة سترد حتمًا على هذا الهجوم الصهيوني، مؤكدًا أن إسرائيل ستدفع ثمنًا باهظًا.
أعلن وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وقال: "في أعقاب الضربة الاستباقية التي وجهتها دولة إسرائيل ضد إيران، من المتوقع شن هجوم صاروخي وطائرات مسيرة على إسرائيل وسكانها المدنيين في القريب العاجل".
دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وأُعلن غلق المجال الجوي أمام جميع الرحلات القادمة والمغادرة حتى إشعار آخر.
قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قواته ضربت قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني، مبيناً أن إسرائيل ضربت في إيران منشأة نطنز النووية واستهدفت علماء.
وأضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران ستستمر بقدر ما يلزم من الأيام، مشيرًا إلى أن هدف العملية هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية الإيرانية، والقدرات العسكرية الإيرانية.
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن إسرائيل أبلغت الولايات المتّحدة بأن الضربة العسكرية التي وجهتها إلى إيران كانت ضرورية للدفاع عن نفسها، محذراً الجمهورية الإسلامية من استهداف المصالح الأميركية في المنطقة.
شدد روبيو على عدم ضلوع بلاده في الهجوم، مؤكدًا أن أولوية الولايات المتحدة الآن هي حماية قواتها في المنطقة.
تأتي الضربة الإسرائيلية في وقت كان من المقرر فيه أن يعقد المسؤولون الأميركيون والإيرانيون جولة سادسة من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني في العاصمة العمانية مسقط يوم الأحد القادم، لكن المحادثات يبدو أنها دخلت طريقًا مسدودًا.
