الأحد, 8 يونيو 2025 07:52 PM

تصاعد التوتر في درعا: هجوم مسلح يستهدف مفرزة أمنية وتصاعد الاغتيالات يثير المخاوف

تصاعد التوتر في درعا: هجوم مسلح يستهدف مفرزة أمنية وتصاعد الاغتيالات يثير المخاوف

هاجم مسلحون مجهولون مفرزة أمنية في ريف درعا الجنوبي فجر اليوم، الأحد 8 حزيران. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على مفرزة أمنية في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، ثم انسحبوا دون وقوع إصابات. وذكر المراسل أن الهجوم نُفذ بواسطة سيارة "كيا ريو" في الساعة الثانية فجراً، وأن الأمن العام ردّ بإطلاق النار ونشر عناصر وحواجز على مداخل البلدة.

ونقلت شبكة "تجمع أحرار حوران" عن مصادر أهلية أن اشتباكات وقعت بين المسلحين وعناصر الأمن العام، دون ورود أنباء عن إصابات. ولم يصدر أي تعليق رسمي من المعرفات الحكومية، بما في ذلك "محافظة درعا"، حتى لحظة كتابة الخبر.

يأتي هذا الهجوم في أعقاب مقتل شرطيي مرور في درعا في 5 حزيران، بعد عودتهما إلى منزلهما، في حادثة أدانتها المحافظة وتعهدت بملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة، مؤكدة على "الضرب بيد من حديد" لمن يحاول "إعادة الفوضى".

تشهد محافظة درعا حالة من الفوضى الأمنية منذ سقوط النظام السوري السابق، بسبب انتشار السلاح وبقاء الفصائلية، وسط محاولات من وزارتي الداخلية والدفاع لفرض السيطرة.

حالات اغتيال متكررة

على الرغم من انخفاض وتيرة الانفلات الأمني في الأشهر الأخيرة، إلا أن حوادث الاغتيال لا تزال مستمرة. وقد أثارت عودة عمليات الاغتيال والاستهداف شبه اليومية مخاوف السكان من العودة إلى حالة التوتر الأمني التي كانت تخيم على المحافظة لسنوات.

في منتصف نيسان الماضي، قُتل الشقيقان علي عجاج ومعاوية عجاج بالرصاص في سوق المواشي ببلدة المزيريب، وكانا من ضمن فصائل "اللجان المركزية" سابقًا، ثم انضما إلى الأمن العام.

استهدفت حوادث الاغتيال في درعا بعد سقوط النظام السابق في الغالب قياديين سابقين في المعارضة، دون معرفة الجهة المسؤولة. وفي 8 نيسان، اغتيل القيادي السابق في "اللجنة المركزية" محمد الخطيب، الملقب بـ"محمد المختار"، أمام منزله في قرية اليادودة.

"اللجنة المركزية" هي مجموعة من فصائل المعارضة التي أقامت "تسوية" مع النظام، وكانت تدير المنطقة أمنيًا وخدميًا، وهي مرتبطة بـ"اللواء الثامن". وقد تعرض معظم أعضائها لعمليات اغتيال بعد اتهامهم بالارتباط بمسؤولي النظام السابق، وخاصة العميد لؤي العلي، رئيس فرع "الأمن العسكري"، الذي هرب في كانون الأول 2024.

فرض الواقع التنظيمي خلال السنوات التي تلت سيطرة النظام على محافظة درعا عام 2018 حالة من التصادم بين فصائل المنطقة العسكرية، إذ تشكلت "اللجنة المركزية" في الريف الغربي وبدرعا البلد، وضمت عددًا من المثقفين والقياديين والوجهاء، وكانت مهمتها مفاوضة الروس والنظام السوري على بنود "التسوية".

مشاركة المقال: