تشهد الأشجار المثمرة في محافظة اللاذقية هذا العام تراجعاً ملحوظاً في الإنتاج عن العام الماضي، وسط عوامل مناخية صعبة وتحديات اقتصادية متزايدة، أضعفت قدرة الفلاحين على العناية بمحاصيلهم بالشكل المطلوب. وتتفاوت حالة الأشجار المثمرة بين "الجيدة" و"المقبولة"، حسب المنطقة ودرجة الاهتمام الفردي من الفلاحين بالاعتناء بها.
الأسعار أنهكت الفلاح
في حديثهم لصحيفة "الحرية"، عبّر عدد من الفلاحين عن خيبة أملهم تجاه ما آلت إليه أوضاع محاصيلهم من أشجار التفاحيات والكرمه واللوزيات.. إلخ وخاصة أشجار الحمضيات والزيتون والتي تعد من المحاصيل الأساسية في المحافظة، إذ تحدث أحد فلاحي ريف جبلة أن هذا العام مختلف، حيث لم تهطل الأمطار كما يجب، وأتت الرياح في وقت الإزهار، والنتيجة أن الأشجار لم تُثمر كما ينبغي، مضيفاً أن أكثر الأشجار تضرراً الحمضيات والزيتون لأننا لم نستطع تسميد الأرض بالشكل المطلوب ولا رش المبيدات كما يجب بسبب أسعارها المرتفعة، ووافقه الرأي فلاح آخر من ريف القرداحة حيث بينّ أن تكاليف الإنتاج أصبحت تفوق قدرة الفلاح، مضيفاً أن السماد غالٍ، وأسعار الأدوية الزراعية لا يستطع الفلاح مجاراتها، والنتيجة أننا لم نتمكن من الاعتناء بالأشجار بالشكل المطلوب. أما في المناطق الجبلية في الريف الشمالي فالوضع أكثر تعقيداً حيث يقول أحد المهجرين: الكثير من أراضينا ما زالت غير مؤهلة ولا نستطيع دخولها للاعتناء بالأشجار بسبب الألغام الموجودة فيها.
انخفاض متوقع بالإنتاج
رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية ماجد محمو ، أكد أن الحالة العامة للأشجار المثمرة في محافظة اللاذقية جيدة، ولكن أشجار الحمضيات خاصة بسبب حالة الجفاف السائدة، وتدني الهطولات المطرية، وموجة الصقيع في بداية آذار كان لها تأثير على حمل الأشجار، أدت إلى تراجع في الموسم. وأضاف محمو: مقارنة بالعام الماضي فإن الإنتاجية أقل هذا العام، حيث قدر إنتاج الحمضيات في العام الماضي ب(٥٤٠٥١٧) طناً، كما إن محصول الزيتون أيضاً أقل من العام الماضي الذي قُدر ب(٥٧٨٨١) طناً، إضافة إلى أن هذه السنة معاومة.
أراض بلا فلاحين
وبالنسبة للتفاحيات أوضح محمو أن الإنتاج العام الماضي قُدر بـ /١٠٧٥٨/طناً ،كما أن الموسم بالريف الشمالي تضرر خلال العهد البائد، والمناطق الجبلية بسبب تهجير الفلاحين من مناطقهم، وعدم تقديم الخدمات لهم، وحالياً هذه المناطق بحاجة ماسة لإعادة تأهيلها ونزع الألغام، وإقامة البنى التحتية اللازمة لعودة الفلاحين إلى أراضيهم، و بالمناطق الأخرى الأكثر استقراراً وضع أشجار التفاح أفضل، وهي بحاجة إلى تأمين مستلزمات الإنتاج (مكافحة آفات- أسمدة- تقليم).
خطة طوارئ لحماية الأشجار لا الموسم فقط
خطة طوارئ
ولفت محمو إلى أن الاتحاد يقوم بمتابعة مشاكل وتطلعات الفلاحين عن كثب، حيث تم وضع خطة طارئة بالتعاون مع مديرية الموارد المائية والروابط والجمعيات الفلاحية للاستفادة من كل قطرة مياه، عن طريق إنشاء حفر وبرك في الأماكن، التي يمكن الإنشاء فيها ليستفيد منها الإخوة الفلاحون وتأمين ري للبساتين. ونوّه بأن الهدف من الخطة إنقاذ الأشجار المثمرة في المواسم القادمة.