الجمعة, 30 مايو 2025 02:57 PM

بين مطرقة الهدم وسندان الجدل: مصير مبنى محافظة دمشق يثير نقاشًا حول قيمته التاريخية والمعمارية

بين مطرقة الهدم وسندان الجدل: مصير مبنى محافظة دمشق يثير نقاشًا حول قيمته التاريخية والمعمارية

تراجعت محافظة دمشق عن قرار هدم مبناها بعد جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض المبنى علامة فارقة في الممتلكات الأثرية لسوريا. وأوضح مدير المكتب الإعلامي للمحافظة، أحمد مصطفى، أن التراجع جاء عقب اجتماع المحافظ مع شاغلي العقارات، لتوضيح ملابسات إشعار الإخلاء والإجراءات بشفافية.

المحافظ أكد أن قرار الهدم يأتي ضمن سياق تحسين الواقع الإداري للمبنى، مشددًا على حرص المحافظة على حقوق المواطنين. وتم الاتفاق على بقاء الوضع على ما هو عليه وإيجاد حلول مناسبة.

لاهتلاك المبنى

قرار الهدم استند إلى تهالك المبنى، وورد في إنذارات الإخلاء أن إعادة البناء ستكون على الطراز الحديث لتلبية حاجة المواطنين. ونص الإنذار على وجوب الإخلاء خلال مدة محددة، مع مباشرة الهدم بعد انقضاء المهلة.

المحافظة تراجعت لعدم وجود حلول بديلة لشاغلي العقارات، دون ذكر خطط مستقبلية.

جدل حول الهدم

انتقد سوريون قرار الهدم معتبرين المبنى أثريًا، بينما تجاهلوا تهالكه. ورفض موقعون على بيان استنكاري هدم المبنى، معتبرين إياه شاهدًا عمرانيًا مميزًا، وهو ما لم يتم ذكره في أي مرجع رسمي حول المباني الأثرية.

مبنى مكاتب.. لا أثري

المهندس المعماري الاستشاري، محمد مظهر شربجي، أوضح أن المبنى ليس تاريخيًا أو ذا طابع سياسي أو تاريخي أو عمراني، بل هو مبنى مكاتب عادي. وأكد أنه في حال تهالكه، من حق المحافظة إزالته وإعادة إعماره.

المحامي السوري، عارف الشعال، أكد أن المبنى عادي جدًا ولا يحمل صفة المبنى الأثري أو التاريخي أو التراثي، معتبرًا هدمه وإشادة آخر حديث عملًا حكيمًا.

معايير للأبنية التاريخية

أوضح المهندس المعماري، محمد مظهر شربجي، أن الأبنية التاريخية تحمل ذاكرة سياسية كبيرة وهوية عمرانية جميلة وتراثية وتاريخية. واعتبر أن مبنى محافظة دمشق شاهد على قضايا الفساد، ويتمنى عدم التراجع عن قرار الهدم.

ترميم وإعادة ألق

الباحث السوري، عصام الحجار، أوضح أنه بموجب قانون الآثار السوري، تعتبر المباني التي يقل عمرها عن 200 سنة غير أثرية، إلا إذا رأت السلطات الأثرية غير ذلك. ويرى أن مبنى محافظة دمشق ينتمي إلى نسيج عمراني متجانس يمثل بداية النهضة العمرانية المحلية بعد الاستقلال.

ويرى الحجار أن أهمية هذه الأبنية تكمن في كونها تمثل مرحلة قصيرة ومحدودة من تاريخ سوريا المعماري المعاصر. وعلق على الآراء الداعمة للهدم بأن كل ما يحتاجه المبنى هو إزالة التعديات والإضافات القبيحة، ثم ترميمه وإعادة الألق إليه.

مشاركة المقال: