أعربت المملكة المتحدة عن أملها في رؤية خارطة طريق واضحة ومحددة المعالم للمرحلة المقبلة من الانتقال السياسي في سوريا، مؤكدة التزامها بدعم حل شامل ومستدام ينهي معاناة الشعب السوري. جاء ذلك على لسان نائب المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، خلال كلمته أمام مجلس الأمن.
وأشاد كاريوكي بالعملية السياسية والاقتصادية الجارية، مثنيًا على جهود الأمم المتحدة لتعزيز التنسيق مع السلطات السورية، واصفًا إياها بأنها خطوات بناءة نحو الاستقرار.
ترحيب برفع العقوبات الأميركية وخطوات مماثلة من لندن
رحب كاريوكي بقرار الرئيس الأميركي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرًا ذلك تحولًا إيجابيًا يدعم التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار. وأشار إلى أن المملكة المتحدة قد سبقت هذه الخطوة بإلغاء قيود اقتصادية قطاعية في مجالات التجارة والطاقة والقطاع المالي.
ضرورة ربط النمو الاقتصادي بالتحول السياسي
أكد كاريوكي على أهمية بناء أي انتعاش اقتصادي على أساس سياسي متين، يقوم على الشمولية والمشاركة الكاملة لجميع السوريين. وشدد على أن تحقيق سلام دائم ومستقبل مستقر يتطلب انتقالًا سياسيًا حقيقيًا يضمن تمثيل كافة المكونات السورية.
كما أكد على ضرورة دمج مختلف المجموعات السورية في المؤسسات الرسمية كشرط أساسي للمصالحة الوطنية وبناء الثقة.
دعوة إلى التهدئة واحترام السيادة السورية
دعا كاريوكي جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يعرض المدنيين للخطر، مع التأكيد على حماية البنية التحتية الحيوية. كما دعا إسرائيل إلى الامتناع عن أي خطوات تقوض استقرار سوريا، مجددًا دعم بريطانيا لسيادة ووحدة الأراضي السورية.
لجان العدالة الانتقالية والمفقودين: تقدم مهم
رحب كاريوكي بتشكيل لجنتين وطنيتين للعدالة الانتقالية وقضايا المفقودين، معتبرًا ذلك جزءًا أساسيًا من المصالحة الوطنية. وأكد استعداد المملكة المتحدة لتقديم الدعم الفني والسياسي لإنجاح عمل هذه اللجان، التي وصفها بأنها ضرورية لتحقيق العدالة للضحايا ومعالجة إرث النزاع.
التزام بريطاني طويل الأمد تجاه سوريا
اختتم كاريوكي حديثه بتأكيد استعداد لندن لدعم الحكومة السورية الجديدة في خطواتها نحو مستقبل أفضل، مؤكدًا التزام بريطانيا بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الحاسمة.
