يصادف اليوم الجمعة اليوم العالمي للتصلب العصبي المتعدد، وهي مناسبة سنوية تهدف إلى التوعية بالمرض وتوحيد أصوات المرضى حول العالم. يتم الاحتفال به رسميًا في 30 أيار من كل عام، وتُقام فعالياته خلال شهر أيار وتمتد أحيانًا حتى مطلع حزيران. في هذا الإطار، نشرت وزارة الصحة السورية صباح اليوم تعريفية على منصاتها الرسمية، سلطت من خلالها الضوء على طبيعة المرض وأعراضه وأسبابه وسبل تشخيصه والعلاج المتاح له.
ما هو التصلب المتعدد؟
يُعد التصلب العصبي المتعدد (أو ما يعرف بـ”التصلب اللويحي”) مرضًا مناعيًّا ذاتيًّا مزمنًا يصيب الجهاز العصبي المركزي، أي الدماغ والحبل الشوكي. يحدث هذا المرض عندما يهاجم الجهاز المناعي الغلاف المياليني الذي يحيط بالألياف العصبية، مما يؤدي إلى التهابه وتلفه، وبالتالي إلى اضطراب في نقل الإشارات العصبية داخل الجسم.
أبرز الأعراض
تتعدد أعراض التصلب المتعدد وتختلف من شخص لآخر، وتشمل غالبًا:
- مشاكل في الرؤية (ضبابية، ازدواجية، ألم عند تحريك العين)
- تنميل أو ضعف في أحد الأطراف أو كليهما
- اضطرابات في التوازن أو المشي
- تشنجات عضلية أو رعاش
- صعوبة في الكلام أو البلع
- مشاكل في التركيز أو الذاكرة
- دوخة وإعياء مستمر
- مشاكل في التحكم بالمثانة أو الأمعاء (مثل تسرب البول أو الإمساك)
ما أسبابه؟
لا يزال السبب الدقيق للتصلب المتعدد غير معروف، لكن هناك عوامل متعددة يُعتقد أنها تساهم في تطوره، من بينها:
- اضطرابات في الجهاز المناعي تؤدي إلى مهاجمة الغلاف المياليني
- عوامل جينية (وجود حالات مشابهة في العائلة)
- عوامل بيئية مثل نقص فيتامين “د”، التدخين، أو عدوى سابقة بفيروس “إبشتاين بار”
كيف يتم تشخيصه؟
لا يوجد اختبار وحيد يؤكد الإصابة بالمرض، لكن التشخيص يعتمد على:
- التاريخ الطبي والفحص العصبي
- تحليل السائل النخاعي
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن تلف الغلاف المياليني
ما التوقعات والمضاعفات؟
غالبية المصابين يعيشون حياة طبيعية أو شبه طبيعية، لكن بعض الحالات الشديدة قد تتطور لتسبب إعاقات حركية، أو مضاعفات مثل التهابات الرئة. كما قد ينخفض متوسط العمر المتوقع قليلًا في الحالات المتقدمة.
ما العلاجات المتاحة؟
لا يوجد علاج شافٍ حتى الآن، لكن تتوفر عدة طرق للسيطرة على المرض وتخفيف أعراضه، منها:
- علاجات تعديل مسار المرض (DMTs) مثل الإنترفيرون أو الأدوية البيولوجية لإبطاء تقدم المرض
- أدوية مساعدة لتقليل التشنجات، الألم، أو مشاكل المثانة
- علاج النوبات الحادة باستخدام الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب
- العلاج الطبيعي لتحسين الحركة والتوازن
- نمط حياة صحي يشمل الرياضة، التغذية المتوازنة، تجنب التوتر، والإقلاع عن التدخين
التوعية ضرورة
يمثل هذا اليوم فرصة لتعزيز وعي المجتمع تجاه المرضى، وتقديم الدعم لهم، والتأكيد على أهمية التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المستمرة، بما يضمن لهم حياة أكثر استقرارًا وفاعلية.