الأحد, 15 يونيو 2025 02:11 AM

الوجه الآخر لكرة القدم: صفقات بلا رحمة ووداع مؤلم للأساطير في صيف 2025

الوجه الآخر لكرة القدم: صفقات بلا رحمة ووداع مؤلم للأساطير في صيف 2025

على مدار سنوات طوال، أصبحت كرة القدم أحد الاستثمارات الرئيسية التي تجذب رجال الأعمال الكبار، إذ باتت لغة المصالح المادية العامل الأساسي المحرّك لها.

في هذا العالم التنافسي، يسعى الجميع الى تحقيق أكبر قدر من المكاسب والعائدات من استثماره، مع تطلعات دائمة لتحقيق النجاح. لم يعد للعواطف والمشاعر مكان سوى في المدرجات، حيث تتعالى الهتافات وتصدح أصوات المشجعين بحبهم للأندية ونجومهم المفضلين.

أما خلف الكواليس وفي أروقة الإدارة، فلا مجال إلا للمنطق والعقلانية التي تحكم كل القرارات التي تُتخذ من منظور المصالح الجماعية، من دون أي مجال للمجاملات أو الاعتبارات الشخصية. لا يُنظر إلى تاريخ اللاعب أو المدرب أو ما قدمه الى النادي إذا لم يعد بإمكانه تحقيق الفائدة المرجوّة. الإداريون يتخذون قرارات عقلانية بحتة، واللاعبون والمدربون يواجهون ضغوطاً مستمرّة للحفاظ على مكانتهم طالما استطاعوا تقديم الأداء المطلوب.

صيف 2025 كان من أكثر مواسم الانتقالات التي سلطت الضوء على الجانب القاسي لهذه اللعبة، بحيث غلبت العقلانية تماماً ودفعت العديد من أساطير الأندية الى الخروج من المشهد بعد سنوات طوال من التألق، وطُويت صفحات ذهبية لنجوم قضوا سنوات طوالاً يخدمون أنديتهم.

هذا الصيف، ودّعت الملاعب أسماءً صنعت تاريخاً يصعب تكراره، لكنها لم تعد تلبي احتياجات المرحلة المقبلة من وجهة نظر الإدارات بعد تقدمها في العمر.

في أوروبا، كانت الدموع حاضرة بغزارة هذا الصيف، إذ ودّع ريال مدريد النجم الكرواتي لوكا مودريتش بعد 13 عاماً من الإنجازات التي توّجها بـ28 لقباً، بينما قال بايرن ميونيخ وداعاً لتوماس مولر الذي حمل قميصه لـ17 عاماً متوّجاً خلالها بـ33 لقباً على مختلف المستويات.

وفي إنكلترا، كانت الصدمة مضاعفة حين أعلن مانشستر سيتي انتهاء حقبة كيفن دي بروين بعد عقد من الزمن حافل بالإنجازات والتتويج بـ19 بطولة. أما في ليستر سيتي، فقد جاء الوداع لجيمي فاردي الذي كرّس حياته للنادي مدى 13 عاماً حصد فيها ثلاثة ألقاب تاريخية، أبرزها الدوري الإنكليزي الممتاز 2015-2016، ليترك بصمة لا تُنسى رغم صعوبة استمراره مع الفريق بعد بلوغه الثامنة والثلاثين.

وفي أفريقيا، انضمت الجماهير إلى موجة الحزن العارم عند وداع أساطيرها. النادي الأهلي المصري اتخذ قراراً صعباً بتوجيه الشكر إلى أسطورة الجيل الحالي، التونسي علي معلول بعد مسيرة تاريخية استمرّت منذ عام 2016 توّج خلالها بـ22 لقباً وخلّد اسمه بين أساطير النادي. كما غادر زميله عمرو السولية الذي شاركه بدايته مع الأهلي وحقق معه 24 لقباً آخر، ليسطر تاريخاً مشرقاً بات جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة النادي.

مشاركة المقال: