تواجه مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، أزمة مياه متجددة منذ الأربعاء الماضي، إثر انقطاع مفاجئ في التزويد طال عدة أحياء سكنية. تسبب هذا الانقطاع بإرباك كبير في الحياة اليومية للسكان، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب فصل الصيف، مما يزيد الضغط على البنية التحتية المتداعية.
أفاد مراسلنا بأن أحياء الكورنيش، منير حبيب، قناة السويس، المصارف، الخليج، والحي الغربي، هي الأكثر تضررًا من الانقطاعات. وأكد السكان أن التوزيع أصبح غير منتظم منذ بداية شهر أيار، مع انقطاع شبه كامل في بعض الأحياء خلال الأيام الماضية، مما اضطر العائلات للبحث عن حلول بديلة.
يقول علي، من سكان حي الخليج: "نضطر لشراء صهاريج المياه بأسعار مرتفعة تصل إلى 25 ألف ليرة للمتر المكعب، وهو عبء يومي لا يمكن تحمله".
وأشار رياض، من حي الموظفين، إلى مبادرة أهلية لحفر بئر خاصة لتجاوز الأزمة، رغم التكاليف الباهظة التي تجاوزت آلاف الدولارات. وأوضح أن "تكلفة الحفر بلغت حوالي 2500 دولار، وتقاسمها ستة منازل، لعدم إمكانية الاعتماد على ضخ المياه الرسمي".
يطالب السكان بتحسين أداء شبكة الضخ، وزيادة نقاط المياه العامة، وتعزيز عمليات الصيانة وإعادة تأهيل الأحياء المتضررة.
مع تصاعد الشكاوى، أفاد مواطنون بتقديم بلاغات رسمية للجهات المعنية، دون توضيحات حول أسباب الانقطاع أو الجدول الزمني المتوقع لإنهائه، مما يدفع الكثيرين للاعتماد على مصادر بديلة قد تكون غير آمنة.
هالة، من سكان حي قناة السويس، تقول: "ننتظر عودة المياه كل يوم، لكن الأمر مرهق، خاصة مع وجود أطفال، ونضطر أحيانًا لتعبئة المياه من منازل أقاربنا".
دعت فعاليات مدنية محلية إلى مبادرات تشاركية بين المجتمع المحلي والجهات الخدمية، مثل إنشاء صندوق طوارئ لدعم المتضررين وتوسيع نطاق استجابة المنظمات الإنسانية والخدمية، لضمان استمرارية تزويد المياه لكافة الأحياء.