الخميس, 29 مايو 2025 08:41 PM

الصين تتوسع في أمريكا اللاتينية: هل تبني حزامًا اقتصاديًا لمواجهة النفوذ الأمريكي؟

الصين تتوسع في أمريكا اللاتينية: هل تبني حزامًا اقتصاديًا لمواجهة النفوذ الأمريكي؟

تتوسع الصين في أمريكا اللاتينية في ظل الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، حيث لا توجد خطوط حمراء واضحة، على الرغم من أن هذه الحروب الاقتصادية قد تؤدي إلى مواجهات عسكرية.

في المواجهات الاقتصادية بين القوى العالمية، يظل الخيار العسكري مستبعدًا، لكن الأسلحة الاقتصادية لا تقل فتكًا على المستوى الجيوسياسي.

سعت الولايات المتحدة في عهد ترامب إلى التفوق على الصين اقتصاديًا، وتسعى الإدارة الحالية إلى تعزيز تحالفاتها. بالتزامن مع ذلك، افتتحت بكين الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى الصين-سيلاك، الذي يضم دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

اللعب في الحديقة الخلفية

كانت العلاقات الصينية مع أمريكا اللاتينية محدودة حتى مطلع الألفية، لكنها تطورت بسرعة مع إطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، لتصبح الصين ثاني أكبر شريك اقتصادي بعد الولايات المتحدة.

تتطلب هذه المبادرة الاقتصادية تعزيز العلاقات الثنائية مع دول العالم، وتحتاج بشكل خاص إلى الموارد الطبيعية التي تتوفر في أمريكا اللاتينية مثل النفط والليثيوم والنحاس والمنتجات الزراعية. وبالمقابل، تستثمر الصين بكثافة في الموانئ الغربية، خاصة في البيرو وتشيلي.

تعتبر الولايات المتحدة أمريكا اللاتينية حديقتها الخلفية، وما حدث مؤخرًا بشأن قناة بنما يعكس مخاوف واشنطن من التوسع الصيني.

يقول الباحث الصيني رونغ هوان لـ"النهار" إن الحرب التجارية دفعت الصين إلى تعزيز علاقاتها مع دول أخرى، وتحويل السلع التي كانت موجهة إلى الولايات المتحدة إلى أسواق أمريكا اللاتينية. ويضيف أن حضور قادة دول أمريكا اللاتينية منتدى "الصين-سيلاك" يعكس تطور العلاقات، وأن العلاقات الثنائية مبنية على أسس مشتركة، حيث تستثمر الصين وتستورد المنتجات من أمريكا اللاتينية.

تقدم الصين قروضًا ميسرة للدول النامية مقابل ضمانات على الموارد، مما يثير مخاوف واشنطن من التبعية المفرطة للتجارة أو القروض الصينية، أو ما تسميه "استعمارًا اقتصاديًا جديدًا". كما تخشى واشنطن من دخول التقنيات الصينية المتطورة إلى البنية التحتية للاتصالات واستخدامها في التجسس والاختراق السيبراني.

رفض للهيمنة الأحادية

تؤكد الصين أن علاقاتها مع دول العالم، بما في ذلك أمريكا اللاتينية، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويقول هوان إن الصين لا تريد حربًا جيوسياسية مع أمريكا، وأن التعاون يهدف إلى تحقيق الفوز والتنمية المشتركة، ولا يستهدف الولايات المتحدة. ويؤكد أن الصين تعارض الهيمنة الأحادية وتدعم الدول النامية.

ترى الولايات المتحدة في مبادرة "الحزام والطريق" خريطة للسيطرة الصينية على الممرات المائية والاقتصادات، مما يعني فقدان الهيمنة التجارية والمالية وسقوط الدولار أمام اليوان.

يرد هوان بأن المبادرة الصينية منفتحة ويمكن المشاركة فيها لتعزيز التنمية والازدهار المشترك، وأن أكثر من 150 دولة وقعت اتفاقيات ضمنها، مؤكدًا أن هذا التعاون لا يستهدف أي طرف ثالث.

أدت الرسوم الجمركية الأمريكية إلى حالة من عدم اليقين، مما دفع الدول المعنية إلى التوجه نحو الصين، حيث تجعل الاستثمارات معها هذه الدول في حل من التعامل مع المؤسسات النقدية الدولية. وتسعى بكين إلى توسيع نفوذها الدبلوماسي وكسب الدعم في المحافل الدولية للاعتراف بوحدة التراب الصيني وسحب الاعتراف بتايوان.

مشاركة المقال: